حملة بيطرية مكبرة تعالج 315 رأس ماشية في مركز أبو حمص بالبحيرة
في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الثروة الحيوانية والحفاظ على صحة الماشية في مصر، أعلنت مديرية الطب البيطري بمحافظة البحيرة مؤخرًا عن نجاح حملة بيطرية مكبرة في مركز أبو حمص، حيث تمكنت فرق العمل من تقديم خدمات العلاج والرعاية لـ 315 رأسًا من الماشية. تأتي هذه الحملة ضمن خطة شاملة تهدف إلى مكافحة الأمراض الوبائية والسارية، وتحسين الإنتاجية الحيوانية في المناطق الريفية التي تعتمد بشكل كبير على الثروة الحيوانية كمصدر رئيسي للدخل والغذاء.

خلفية وأهمية الثروة الحيوانية في البحيرة
تُعد محافظة البحيرة واحدة من أهم المحافظات الزراعية في دلتا النيل، وتلعب الثروة الحيوانية دورًا حيويًا في اقتصادها المحلي وفي تحقيق الأمن الغذائي على المستوى الوطني. يعتمد آلاف المزارعين وصغار المربين في البحيرة على تربية الماشية، مثل الأبقار والجاموس والأغنام، كمصدر للحوم والألبان ومنتجاتها، بالإضافة إلى توفير فرص عمل. ومع ذلك، تواجه هذه الثروة تحديات متعددة، أبرزها انتشار الأمراض الوبائية والموسمية التي يمكن أن تتسبب في خسائر اقتصادية فادحة للمربين وتؤثر سلبًا على جودة المنتجات الحيوانية وسلامتها.
تدرك الجهات المعنية أهمية التدخل البيطري الوقائي والعلاجي المنتظم لضمان استدامة هذه الثروة. فالأمراض الحيوانية لا تهدد الحيوانات فحسب، بل يمكن لبعضها، مثل الحمى القلاعية والبروسيلا، أن تنتقل إلى البشر (أمراض مشتركة)، مما يشكل خطرًا على الصحة العامة. لذا، تُعتبر الحملات البيطرية الدورية ركيزة أساسية للحفاظ على صحة الحيوان والإنسان على حد سواء.
تفاصيل الحملة والخدمات المقدمة
أفادت المصادر الرسمية أن الحملة التي استهدفت مركز أبو حمص جاءت بتوجيهات من الجهات العليا وضمن خطة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي. وقد تركزت الخدمات المقدمة على عدة محاور رئيسية، شملت:
- الفحص البيطري الشامل: تم فحص جميع رؤوس الماشية المستهدفة للكشف المبكر عن أي علامات مرضية.
- العلاج الوقائي: تقديم جرعات وقائية ضد الطفيليات الداخلية والخارجية التي تُعد من المسببات الشائعة للأمراض وتدهور صحة الحيوان.
- التطعيمات: إعطاء اللقاحات اللازمة ضد الأمراض الوبائية المنتشرة في المنطقة، مثل الحمى القلاعية وجدري الأغنام، لتعزيز مناعة القطعان.
- الاستشارات والإرشاد: قدم الأطباء البيطريون النصائح والإرشادات للمربين حول أفضل ممارسات الرعاية والتغذية والنظافة لضمان استمرارية صحة حيواناتهم وتجنب انتشار الأمراض.
- علاج الحالات المرضية: تم علاج الحالات التي ظهرت عليها أعراض مرضية، مما ساهم في سرعة استجابة المرضى وتحسين فرص الشفاء.
وقد أكدت المديرية أن اختيار منطقة أبو حمص جاء بناءً على دراسات وبائية وتحليل للبيانات المتاحة حول انتشار الأمراض واحتياجات المربين في المنطقة.
الأثر والتداعيات
يُتوقع أن يكون لهذه الحملة أثر إيجابي متعدد الأوجه على المنطقة والمربين على حد سواء:
- تحسين صحة القطعان: ستساهم العلاجات والتحصينات في تقليل معدلات النفوق والمرض بين الماشية، مما يؤدي إلى قطعان أكثر صحة وقوة.
- زيادة الإنتاجية: الحيوانات السليمة تنتج كميات أكبر من اللحوم والألبان، مما يعود بالنفع الاقتصادي على المربين ويزيد من المعروض في الأسواق.
- دعم المربين الصغار: توفير هذه الخدمات مجانًا أو بتكلفة رمزية يخفف العبء المالي عن صغار المربين الذين قد لا يتمكنون من تحمل تكاليف العلاج الخاص.
- تعزيز الأمن الغذائي: المساهمة في توفير منتجات حيوانية آمنة وصحية للمستهلكين، وبالتالي دعم جهود الأمن الغذائي.
- الوقاية من الأمراض المشتركة: تقليل مخاطر انتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان، مما يعزز الصحة العامة في المجتمع.
الجهود المستقبلية والالتزام بالتنمية
تؤكد مديرية الطب البيطري بالبحيرة التزامها بمواصلة هذه الحملات الدورية والمكثفة في مختلف مراكز وقرى المحافظة. وتُعد هذه المبادرات جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية أوسع تهدف إلى تطوير الثروة الحيوانية في مصر، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية، وتعزيز قدرة المربين على مواجهة التحديات. كما تسعى المديرية إلى تعزيز الوعي بين المربين بأهمية التحصينات الدورية والرعاية البيطرية المنتظمة لضمان استمرارية نجاح هذه الجهود وحماية الثروة الحيوانية كقاطرة للتنمية الريفية والاقتصاد الوطني.
تُعكس هذه الحملة الفعالية التنسيقية بين مختلف الجهات الحكومية والمحلية في تنفيذ برامج صحة الحيوان، وتُظهر الاهتمام المستمر بتحقيق التنمية الشاملة في القطاع الزراعي والحيواني في مصر.





