خالد الإعيسر: الحكومة السودانية وضعت خارطة طريق لإنهاء الحرب
أعلن وزير الإعلام والثقافة السوداني، خالد عمر يوسف الإعيسر، في تصريحات حديثة، أن الحكومة السودانية تمتلك رؤية واستراتيجية واضحة تهدف إلى إنهاء الصراع الدائر في البلاد. وأكد الوزير أن هذه الخطة، التي وصفها بـ "خارطة طريق"، تشمل كافة الخيارات المتاحة لاستعادة سيطرة الدولة على جميع الأراضي السودانية وإنهاء التمرد الذي تقوده قوات الدعم السريع.

أبعاد الاستراتيجية الحكومية
أوضح الإعيسر أن استراتيجية الحكومة لا تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل هي خطة متعددة الأبعاد تشمل مسارات سياسية ودبلوماسية واجتماعية. الهدف الأساسي، وفقاً لتصريحاته، هو حسم الصراع عسكرياً ضد قوات الدعم السريع، التي تصنفها الحكومة كـ"مليشيا متمردة وإرهابية"، ومن ثم إعادة بناء الدولة ومؤسساتها. وتتضمن العناصر الرئيسية لهذه الخارطة ما يلي:
- العمل العسكري: تحرير كافة المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مع التركيز بشكل خاص على المدن الاستراتيجية التي شهدت معارك عنيفة مؤخراً.
 - المسار الدبلوماسي: العمل على الصعيد الدولي لعزل قوات الدعم السريع وقطع أي دعم خارجي قد يصلها، مع اتهام جهات خارجية بدعم هذا التمرد.
 - المصالحة المجتمعية: رفض أي تفاوض سياسي مع قيادة الدعم السريع في شكلها الحالي، مع التأكيد على أن أي عملية سياسية مستقبلية يجب أن تأتي بعد إنهاء التمرد وإعادة بسط سلطة الدولة.
 - تعبئة الدعم الشعبي: الاعتماد على ما يُعرف بـ"المقاومة الشعبية" لمساندة القوات المسلحة السودانية في جهودها لاستعادة الاستقرار.
 
خلفية التصريحات وسياقها الميداني
تأتي هذه التصريحات في وقت حرج من الصراع الذي اندلع في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو. وتكتسب أهمية خاصة بعد التطورات الميدانية الأخيرة، وأبرزها سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي كانت تُعتبر آخر معاقل الجيش الرئيسية في إقليم دارفور الشاسع.
يمثل سقوط الفاشر نكسة استراتيجية للقوات المسلحة، كما أنه فاقم من الأزمة الإنسانية الكارثية في الإقليم، حيث كانت المدينة ملجأ لمئات الآلاف من النازحين. وتعهدت الحكومة في تصريحات الوزير بالعمل على استعادة المدينة وكافة المناطق الأخرى، مشيرة إلى أن المعركة لم تنتهِ بعد وأن الجيش يعيد ترتيب صفوفه.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تعكس تصريحات وزير الإعلام السوداني إصرار الحكومة على تحقيق نصر عسكري كامل ورفضها للحلول التفاوضية التي قد تمنح شرعية لقوات الدعم السريع. يُنظر إلى هذا الموقف على أنه محاولة لرفع معنويات القوات والمؤيدين للحكومة بعد الخسائر الميدانية الأخيرة. وفي الوقت نفسه، تشير هذه الرؤية إلى أن الصراع قد يطول أمده، مما يزيد من المخاوف الدولية بشأن تفاقم الكارثة الإنسانية في السودان، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ الأزمات في العالم، مع ملايين النازحين واللاجئين وخطر مجاعة يلوح في الأفق.




