خلاف على منصة 'إكس' بين علاء مبارك ومصطفى بكري بسبب تهنئة للرئيس السيسي
شهدت منصة التواصل الاجتماعي 'إكس' فصلاً جديداً من التجاذب السياسي في مصر خلال شهر نوفمبر 2023، حيث اندلع سجال علني حاد بين علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، والنائب البرلماني والإعلامي البارز مصطفى بكري. جاء هذا الخلاف على خلفية تهنئة قدمها بكري للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي بمناسبة عيد ميلاده، وهو ما أثار رد فعل ساخراً من مبارك، ليتطور الأمر إلى تبادل اتهامات عكس انقساماً أوسع في الرأي العام.

شرارة الخلاف
بدأت القصة عندما نشر مصطفى بكري تغريدة على حسابه الرسمي في 19 نوفمبر 2023، هنأ فيها الرئيس السيسي بعيد ميلاده. تضمنت التغريدة عبارات مديح وإشادة بإنجازات الرئيس، واصفاً إياه بـ 'منقذ الأمة' الذي حمى البلاد من مخاطر جسيمة. لم يمر هذا المنشور مرور الكرام على علاء مبارك، الذي رد بتعليق ساخر انتقد فيه المبالغة في الثناء، ملمحاً إلى التناقض بين هذه الصورة الإيجابية والواقع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه المواطنون، بما في ذلك ارتفاع الأسعار وتآكل القوة الشرائية.
تصاعد السجال وتبادل الاتهامات
كان رد مصطفى بكري على تعليق مبارك عنيفاً ومباشراً، حيث انتقل من الدفاع عن موقفه إلى الهجوم الشخصي على أسرة مبارك. أعاد بكري إلى الأذهان اتهامات الفساد المالي التي طالت رموز نظام مبارك، محملاً إياهم مسؤولية تدهور العديد من القطاعات في البلاد. في المقابل، واصل علاء مبارك نهجه في التركيز على القضايا الراهنة، حيث أشار إلى ارتفاع حجم الدين الخارجي لمصر والتحديات الاقتصادية الحالية، مستخدماً الأرقام والوقائع لانتقاد أداء الحكومة الحالية. تحول النقاش بسرعة إلى تراشق بالاتهامات، حيث وصف بكري عهد مبارك بـ'عصر الفساد'، بينما وصف مبارك بكري بـ'المتملق' والمنفصل عن هموم الشعب.
خلفية العداء المستمر
لم يكن هذا السجال هو الأول من نوعه بين الشخصيتين، بل يمثل حلقة في سلسلة طويلة من الخلافات العلنية. يُعرف مصطفى بكري بمواقفه المناهضة بشدة لنظام حسني مبارك، وهو ما عبر عنه في كتاباته وبرامجه التلفزيونية على مدى سنوات. من جهة أخرى، برز علاء مبارك بعد خروجه من السجن كصوت نشط على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يدافع عن إرث والده وينتقد السياسات الحالية، مما يضعه في مواجهة دائمة مع الشخصيات الإعلامية والسياسية المؤيدة للنظام الحالي.
الأهمية وردود الفعل
أثار الخلاف تفاعلاً واسعاً على المنصات الرقمية، وانقسم المتابعون بين مؤيد لموقف بكري ومدافع عن الرئيس السيسي، ومعارض رأى في تعليقات مبارك صوتاً يعبر عن استيائه من الأوضاع المعيشية. تعكس هذه الحادثة عدة جوانب مهمة من المشهد المصري الحالي:
- استمرار الاستقطاب: يكشف السجال عن حالة الاستقطاب السياسي والمجتمعي العميقة في مصر بين المؤيدين للنظام الحالي ومنتقديه أو الحنين إلى حقب سابقة.
- دور وسائل التواصل: تبرز هذه الواقعة أهمية منصات التواصل الاجتماعي كساحة رئيسية للنقاش السياسي في ظل بيئة إعلامية تقليدية أكثر تقييداً.
- صراع الروايات: يمثل الخلاف صراعاً بين روايتين؛ الأولى ترى أن النظام الحالي أنقذ الدولة من الانهيار ويعمل على بنائها، والثانية ترى أن سياساته فاقمت الأزمات الاقتصادية.
في النهاية، يتجاوز هذا السجال كونه مجرد خلاف شخصي، ليصبح مؤشراً على التوترات الكامنة في المجتمع المصري والنقاش الدائر حول الماضي والحاضر والمستقبل.





