خلافات حول اتفاقية غاز مع مصر تدفع مسؤولاً أمريكياً لإلغاء زيارة لإسرائيل
في خطوة تعكس توتراً دبلوماسياً متزايداً بين الولايات المتحدة وإسرائيل في ملف الطاقة، أُلغيت زيارة كانت مقررة لمساعد وزير الطاقة الأمريكي، كريس رايت، إلى تل أبيب خلال الأسبوع الأخير. ويأتي هذا الإلغاء، الذي تم تأكيده في تقارير إعلامية إسرائيلية، على خلفية رفض وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، التوقيع على اتفاقية ثلاثية لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر، والتي تحظى بدعم أمريكي قوي.

خلفية الاتفاق وأهميته الاستراتيجية
تعتبر اتفاقية تصدير الغاز المقترحة جزءاً من استراتيجية أمريكية أوسع نطاقاً تهدف إلى تعزيز أمن الطاقة في أوروبا وتقليل اعتمادها على الغاز الروسي. وتقوم الخطة على أساس قيام إسرائيل بزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي من حقولها البحرية إلى مصر، حيث يتم تسييله في منشآت الإسالة المصرية قبل شحنه إلى الأسواق الأوروبية. وتنظر واشنطن إلى هذا التعاون باعتباره ركيزة أساسية لتقوية العلاقات الإقليمية بين حلفائها، مصر وإسرائيل، بالإضافة إلى تحقيق أهداف جيوسياسية في مواجهة النفوذ الروسي.
أسباب الخلاف وموقف إسرائيل
على الرغم من الأهمية الاستراتيجية للمشروع، أبدت وزارة الطاقة الإسرائيلية بقيادة الوزير إيلي كوهين تحفظات جوهرية حالت دون التوقيع على الاتفاقية. وتتركز نقاط الخلاف الرئيسية في عدة جوانب فنية وتجارية، منها:
- آليات التسعير: تسعى إسرائيل للحصول على شروط مالية أفضل وضمانات تتعلق بأسعار البيع المستقبلية للغاز.
- الأمن المحلي للطاقة: هناك مخاوف داخل بعض الدوائر الإسرائيلية من أن تخصيص كميات كبيرة من الغاز للتصدير طويل الأمد قد يؤثر على أمن الطاقة المحلي في المستقبل.
- شروط التعاقد: تحفظات على بعض البنود المتعلقة بالالتزامات طويلة الأجل والسيادة على الموارد الطبيعية.
ويرى الجانب الإسرائيلي أن الاتفاق بصيغته الحالية لا يخدم مصالح الدولة بالشكل الأمثل، مما دفع الوزير كوهين إلى تعليق التوقيع لحين إعادة التفاوض على هذه النقاط الشائكة.
تداعيات إلغاء الزيارة والموقف الأمريكي
يمثل إلغاء زيارة مسؤول أمريكي بهذا المستوى رسالة دبلوماسية واضحة من إدارة الرئيس بايدن، تعبر عن عدم رضاها عن الموقف الإسرائيلي وتأخير إتمام الاتفاق. تعتبر واشنطن المشروع ذا أولوية قصوى، وتنظر إلى التعطيل الحالي كعقبة أمام تحقيق أهداف استراتيجية مشتركة. ويسود قلق في الأوساط الدبلوماسية من أن استمرار هذا الخلاف قد يلقي بظلاله على جوانب أخرى من التعاون بين البلدين، خاصة في مجال الطاقة والسياسات الإقليمية. وتأتي هذه التطورات لتسلط الضوء على خلاف نادر ومعلن بين الحليفين في قضية اقتصادية محورية.





