دعوات للوساطة: حماس تطالب بتأمين عودة مقاتليها العالقين في أنفاق رفح
في تطور جديد يعكس تعقيدات الوضع الميداني في قطاع غزة، وجهت حركة حماس نداءً عاجلاً إلى الوسطاء، وتحديداً مصر وقطر، للتدخل الفوري من أجل تأمين عودة مقاتليها الذين وصفتهم بأنهم "محاصرون" في شبكة أنفاق بمدينة رفح جنوب القطاع. ويأتي هذا الطلب في وقت حرج، تتزامن فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في المنطقة مع جهود دبلوماسية متعثرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

التطورات الأخيرة والبيان الرسمي
أصدرت الحركة بياناً خلال الساعات الماضية، اتهمت فيه القوات الإسرائيلية بملاحقة عناصرها داخل الأنفاق بهدف "تصفيتهم"، معتبرة أن هذا السلوك يمثل خرقاً صارخاً لأي تفاهمات محتملة ونسفاً للجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع. وأوضحت حماس أنها بذلت جهوداً كبيرة عبر قنوات التواصل لحل قضية المقاتلين العالقين، إلا أنها اتهمت الجانب الإسرائيلي بإفشال هذه المساعي. وشددت على أن سلامة هؤلاء المقاتلين هي مسؤولية الوسطاء والمجتمع الدولي، داعية إلى تحرك سريع لضمان إعادتهم سالمين.
خلفية الأزمة: عملية رفح العسكرية
تعود جذور هذه الأزمة إلى بدء الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية البرية في مدينة رفح في أوائل شهر مايو الماضي، وهي العملية التي أثارت قلقاً دولياً واسعاً. كان الهدف المعلن لإسرائيل هو القضاء على ما تبقى من كتائب حماس وتدمير شبكة الأنفاق التي تستخدمها الحركة في عملياتها العسكرية واللوجستية. ومع تقدم القوات الإسرائيلية وسيطرتها على مناطق استراتيجية، بما في ذلك معبر رفح ومحور فيلادلفيا الحدودي، وجد عدد من مقاتلي حماس أنفسهم معزولين ومحاصرين في جيوب متفرقة تحت الأرض، مع انقطاع طرق الإمداد والتواصل.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تكتسب هذه القضية أهمية خاصة لعدة أسباب، فهي لا تتعلق فقط بمصير عدد من المقاتلين، بل تحمل في طياتها أبعاداً سياسية وتفاوضية قد تؤثر على مسار الحرب بأكمله. ومن أبرز التداعيات المحتملة:
- تعقيد مفاوضات الهدنة: يمكن أن تضيف حماس ملف المقاتلين المحاصرين كشرط جديد في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مما يزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق.
- اختبار لدور الوسطاء: يضع هذا النداء ضغطاً كبيراً على مصر وقطر، حيث يختبر قدرتهما على التأثير على الأطراف المتنازعة وإدارة الأزمات الميدانية الطارئة بالتوازي مع المسار الدبلوماسي.
- التأثير على المعنويات: يمثل تأمين عودة هؤلاء المقاتلين أولوية بالنسبة لحماس للحفاظ على تماسكها ومعنويات عناصرها، بينما قد ترى إسرائيل في استهدافهم تحقيقاً لأهدافها العسكرية.
- مؤشر على الوضع الميداني: يكشف هذا التطور عن حجم الضغط العسكري الذي تواجهه حماس في رفح، ويشير إلى أن العملية الإسرائيلية نجحت في عزل بعض وحداتها المقاتلة.
موقف الأطراف المعنية
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي على بيان حماس ومطالبها. وعادة ما تعتبر إسرائيل عناصر حماس أهدافاً عسكرية مشروعة، ومن غير المرجح أن تستجيب لمثل هذه الدعوات خارج إطار صفقة شاملة. من جانبهم، لم يعلن الوسطاء عن أي تحركات محددة بخصوص هذه القضية، إلا أنهم يواصلون جهودهم خلف الكواليس لاحتواء التوترات ومنع انهيار مسار التفاوض بالكامل. ويبقى الوضع الميداني في رفح متوتراً للغاية، حيث أصبحت قضية المقاتلين المحاصرين فصلاً جديداً في هذه الحرب المعقدة، وورقة تفاوض قد تحدد مسار الأيام القادمة.




