عمليات عسكرية إسرائيلية في رفح وخان يونس: تقارير عن نسف منازل وإصابات بين الفلسطينيين
شهدت مدينتا رفح وخان يونس في جنوب قطاع غزة تصعيداً ملحوظاً في العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة، حيث تركزت الهجمات على القصف المدفعي والجوي المكثف، بالإضافة إلى توغل القوات البرية في مناطق جديدة. وقد أسفرت هذه العمليات عن تدمير واسع النطاق للبنية التحتية والمنازل السكنية، فضلاً عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.

تطورات ميدانية مكثفة
أفادت مصادر محلية وصحفية بأن القوات الإسرائيلية واصلت تقدمها في مدينة رفح، وتحديداً في الأحياء الشرقية والوسطى مثل حي البرازيل ومخيم الشابورة. وتضمنت العمليات نسف مربعات سكنية بالكامل، حيث عمد الجيش الإسرائيلي إلى تفجير عدد من المباني والمنازل بعد إخلائها، مما أدى إلى تغيير معالم مناطق بأكملها. وتزامن ذلك مع إطلاق نار كثيف من الطائرات المروحية والمسيرة (كوادكابتر) التي استهدفت أي تحركات في الشوارع، مما أدى إلى وقوع إصابات مباشرة بين المواطنين.
في خان يونس، التي شهدت عمليات واسعة في وقت سابق من الحرب، عادت القوات الإسرائيلية لتنفيذ غارات وقصف مدفعي على المناطق الشرقية. وأشارت التقارير إلى أن القصف استهدف أراضي زراعية ومنازل، مما تسبب في أضرار مادية جسيمة وحالة من الهلع بين السكان الذين عاد بعضهم إلى المدينة بعد انسحاب القوات منها في أبريل الماضي. وتؤكد هذه التطورات استمرار النشاط العسكري الإسرائيلي في مختلف أنحاء القطاع.
التداعيات الإنسانية والأوضاع الصحية
أدت العمليات العسكرية المستمرة إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في جنوب قطاع غزة. وقد أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن وصول عدد من القتلى والجرحى إلى المستشفيات الميدانية القليلة المتبقية، والتي تعمل في ظل ظروف بالغة الصعوبة ونقص حاد في الإمدادات الطبية والوقود. وقد أدى استهداف محيط المستشفيات والقصف المستمر إلى صعوبة وصول سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ إلى الضحايا.
وتعد قضية النزوح هي الأبرز، حيث أجبر القصف والتوغل البري مئات الآلاف من الفلسطينيين على الفرار من رفح، التي كانت تؤوي أكثر من 1.4 مليون نازح. ويتجه هؤلاء النازحون إلى مناطق تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، مثل منطقة المواصي الساحلية، التي تصفها المنظمات الإنسانية بأنها غير صالحة للسكن وتفتقر إلى الماء والغذاء والمأوى. وقد حذرت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة مراراً من أن العمليات العسكرية في رفح ستؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة.
خلفية وسياق العمليات
تأتي هذه الهجمات في إطار العملية العسكرية التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي في رفح في أوائل شهر مايو، والتي بدأت بالسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر. وصرحت إسرائيل بأن الهدف من العملية هو القضاء على ما تبقى من كتائب حركة حماس وتدمير شبكة الأنفاق التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية. ورغم التحذيرات الدولية الواسعة من تداعيات اجتياح المدينة المكتظة بالنازحين، مضت إسرائيل في خططها العسكرية، مما أدى إلى توترات إقليمية ودولية.
إن استمرار العمليات في رفح وخان يونس يعكس استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى ممارسة ضغط عسكري متواصل في جميع أنحاء قطاع غزة، حتى في المناطق التي سبق أن أعلنت عن انتهاء العمليات القتالية الكبرى فيها. ويؤثر هذا التصعيد بشكل مباشر على حياة ملايين المدنيين الذين يعيشون في حالة من انعدام الأمن والخوف المستمر، ومعاناة متزايدة جراء نقص الغذاء والمياه والخدمات الصحية الأساسية.




