مقتل طفلين فلسطينيين برصاص إسرائيلي شرق خان يونس
أعلنت مصادر طبية فلسطينية، في وقت سابق اليوم، عن وفاة طفلين فلسطينيين جراء إصابتهما بأعيرة نارية حية أطلقتها القوات الإسرائيلية. وقع الحادث بالقرب من السياج الحدودي شرق مدينة خان يونس، الواقعة في الجزء الجنوبي من قطاع غزة، في ظل استمرار التوترات الأمنية على طول الحدود.
تفاصيل الحادثة
وفقًا لبيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية وشهادات من المنطقة، فإن الطفلين، اللذين تتراوح أعمارهما بين 15 و17 عامًا، كانا من بين مجموعة من الشبان الذين تواجدوا في منطقة زراعية على بعد عدة مئات من الأمتار من السياج الفاصل. وأفادت المصادر بأن إطلاق النار استهدفهما بشكل مباشر، مما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة في الجزء العلوي من الجسم. تم نقلهما على وجه السرعة إلى مستشفى ناصر في خان يونس، لكنهما فارقا الحياة بعد وقت قصير من وصولهما متأثرين بجراحهما.
تأتي هذه الواقعة ضمن سياق أوسع من الاحتجاجات والمواجهات التي تشهدها المناطق الحدودية لقطاع غزة بشكل متكرر، حيث يعبر الفلسطينيون، وكثير منهم من فئة الشباب، عن رفضهم للحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات وتدهور الأوضاع الإنسانية.
الموقف الرسمي الفلسطيني
أدانت السلطات الفلسطينية بشدة الحادثة، واصفة إياها بـ"جريمة حرب" وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. وحملت وزارة الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذا "الاستهداف المتعمد للأطفال"، داعيةً المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية، إلى التحرك الفوري لمحاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين.
وقد شيع آلاف الفلسطينيين جثماني الطفلين في جنازة انطلقت من المستشفى، وسط هتافات غاضبة ومطالبات بالرد على ما وصفوه بـ"العدوان الإسرائيلي المستمر". وقد أعلنت بعض الفصائل الفلسطينية أن الحادث لن يمر دون عقاب، مما يثير مخاوف من تصعيد محتمل.
رواية الجيش الإسرائيلي
من جهته، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا أوليًا حول الحادثة، ذكر فيه أن قواته رصدت عددًا من "مثيري الشغب" الذين اقتربوا من السياج الأمني وحاولوا إلحاق الضرر به. وأضاف البيان أن القوات اتبعت إجراءات التعامل مع الموقف، والتي تشمل استخدام وسائل تفريق المظاهرات، وعندما لم يستجب المشتبه بهم، تم اللجوء إلى إطلاق النار وفقًا لقواعد الاشتباك المعمول بها.
وأكد الجيش أنه يجري مراجعة لتفاصيل الواقعة، مشددًا على أنه يتعامل مع "تهديدات أمنية مستمرة" على حدود غزة، بما في ذلك محاولات التسلل وزرع العبوات الناسفة، وأنه يعمل على حماية الحدود ومنع أي خطر على البلدات الإسرائيلية المجاورة.
خلفية وتداعيات
تعتبر المناطق الحدودية لقطاع غزة بؤرة توتر دائم، خاصة منذ انطلاق "مسيرات العودة الكبرى" في عام 2018، والتي شهدت مقتل مئات الفلسطينيين وإصابة الآلاف برصاص القوات الإسرائيلية. وتواجه إسرائيل انتقادات دولية واسعة من قبل منظمات حقوقية، مثل هيومن رايتس ووتش، التي تتهمها باستخدام القوة المفرطة وغير المتناسبة ضد المتظاهرين، بما في ذلك الأطفال والصحفيون والمسعفون.
يفرض هذا الحادث ضغوطًا إضافية على جهود الوساطة التي تبذلها أطراف إقليمية ودولية للحفاظ على التهدئة بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل. ويخشى المراقبون أن تؤدي مثل هذه الأحداث إلى انهيار التفاهمات الهشة وإشعال جولة جديدة من العنف، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين في القطاع المحاصر.




