رجل الأعمال سميح ساويرس يعرب عن أسفه لعدم قدرة الزمالك على الإبقاء على نجمه زيزو ويشترط الدعم المالي
في تصريحات حديثة أثارت اهتمام الأوساط الرياضية والاقتصادية في مصر، كشف رجل الأعمال البارز سميح ساويرس عن موقفه تجاه الأزمة التي يمر بها نادي الزمالك، أحد أكبر الأندية المصرية والعربية. تأتي هذه التصريحات في ظل تحديات مالية وإدارية يواجهها النادي الأبيض، مما أثر بشكل مباشر على قدرته التنافسية واستقراره.

موقف ساويرس من بقاء اللاعب زيزو
أعرب سميح ساويرس عن شعوره بالأسف العميق لعدم تمكن نادي الزمالك من الاحتفاظ بخدمات نجمه أحمد سيد "زيزو"، الذي يُعد من أبرز المواهب في كرة القدم المصرية ومن الركائز الأساسية في تشكيلة الفريق. تُعتبر قدرة الأندية على الإبقاء على لاعبيها المميزين مؤشراً حيوياً على استقرارها المالي والإداري. وقد أشار ساويرس إلى أن هذه المسألة تعكس جزءاً من الصعوبات التي يواجهها النادي، والتي تحول دون الحفاظ على كوادره الفنية المؤثرة.
يُعد زيزو لاعباً محورياً في أداء الزمالك الهجومي، وقد ارتبط اسمه بالعديد من الشائعات حول عروض احترافية من أندية داخل وخارج مصر، مما يضع إدارة النادي تحت ضغط مستمر لتأمين مستقبله مع الفريق. تبرز تصريحات ساويرس الأهمية الكبيرة لـزيزو كقيمة فنية واستثمارية للنادي، وتعكس حسرة جماهيرية واسعة النطاق على احتمالية رحيل لاعب بحجمه.
شروط الدعم المالي للزمالك
على الرغم من إبداء أسفه، لم يغلق سميح ساويرس الباب أمام إمكانية تقديم دعم مالي لنادي الزمالك، لكنه ربط هذا الدعم بـ"حالة واحدة" محددة. تتمثل هذه الحالة في ضرورة إجراء إصلاحات إدارية ومالية شاملة تضمن الشفافية والحوكمة الرشيدة داخل النادي. يُفهم من شروطه أن أي دعم مالي لن يكون مجرد حل مؤقت للأزمة، بل يجب أن يكون جزءاً من استراتيجية أوسع لإعادة هيكلة النادي وضمان استدامته على المدى الطويل.
غالباً ما يركز رجال الأعمال الذين يقدمون دعماً لمؤسسات تواجه تحديات على التأكد من أن أموالهم ستُستخدم بفعالية ولن تتبدد بسبب سوء الإدارة أو غياب الرقابة. لذلك، فإن مطالبة ساويرس بوجود خطة واضحة لإدارة الموارد، ومعايير للشفافية المالية، ومجلس إدارة يتمتع بالكفاءة، هي خطوات منطقية لضمان أن الدعم يؤدي إلى تحول حقيقي في وضع النادي.
السياق الأوسع لأزمة الزمالك
لا يُعد الوضع الذي يمر به نادي الزمالك جديداً؛ فقد شهد النادي على مدار السنوات الماضية فترات متقلبة من الاستقرار الإداري والمالي. تراكمت الديون في بعض الأحيان، وتأثرت قدرة النادي على سداد مستحقات اللاعبين والمدربين، مما أدى إلى عقوبات من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وحظر قيد لاعبين جدد في فترات سابقة. هذه الظروف أسهمت في تذبذب نتائج الفريق، وأثرت على قدرته على المنافسة بقوة على البطولات المحلية والقارية.
إن تصريحات شخصية بحجم سميح ساويرس، الذي يُعرف بنجاحاته الاقتصادية وشبكة علاقاته الواسعة، تحمل أهمية كبيرة. فهي لا تعكس فقط تعاطفاً شخصياً مع النادي وجماهيره، بل تشير أيضاً إلى إمكانية وجود حلول جذرية إذا ما استجاب النادي للشروط المطروحة. هذا الطرح يضع الكرة في ملعب إدارة الزمالك الحالية والمستقبلية، ويحثها على تبني إصلاحات حقيقية لجذب الاستثمارات اللازمة للخروج من الأزمة.
أهمية هذه التصريحات
تحمل تصريحات سميح ساويرس وزناً كبيراً لعدة أسباب؛ أولاً، مكانته كرجل أعمال له ثقله في المشهد الاقتصادي المصري، مما يجعل أي مبادرة منه محط الأنظار. ثانياً، تعكس هذه التصريحات اهتماماً من خارج الدائرة الضيقة لإدارة كرة القدم، مما قد يفتح آفاقاً جديدة للدعم والحلول. ثالثاً، تُسلط الضوء على جوهر المشكلة التي تعاني منها العديد من الأندية الرياضية في مصر، وهي غياب الإدارة الاحترافية والشفافية المالية، وربط الدعم المالي بهذه الشروط يمكن أن يكون نموذجاً لمستقبل استدامة الأندية.
تُعد هذه التصريحات بمثابة دعوة غير مباشرة لإدارة نادي الزمالك لإعادة تقييم أوضاعها، والنظر بجدية في المطالبات المتعلقة بالإصلاح والحوكمة. فالدعم المالي من شخصية بحجم سميح ساويرس يمكن أن يمثل طوق نجاة للنادي في أوقات عصيبة، شرط أن يقابل ذلك بإرادة حقيقية للتغيير نحو الأفضل.





