روسيا تعلن إحباط هجوم أوكراني واسع بإسقاط 121 طائرة مسيرة
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في الساعات الأولى من صباح يوم السبت، أنها أحبطت ما وصفته بأنه هجوم جوي واسع النطاق شنته القوات الأوكرانية باستخدام الطائرات بدون طيار. ووفقاً للبيان الرسمي الصادر عن موسكو، تمكنت أنظمة الدفاع الجوي الروسية من اعتراض وتدمير 121 طائرة مسيرة أوكرانية فوق مناطق متفرقة من الأراضي الروسية وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014. ويعد هذا العدد من الطائرات المسيرة أحد أكبر الأعداد التي تعلن روسيا عن تدميرها في ليلة واحدة منذ بدء النزاع.

تفاصيل العملية والتوزيع الجغرافي
أوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الهجوم تركز بشكل كبير على جنوب البلاد والمناطق المتاخمة لأوكرانيا. وتم توزيع عمليات الاعتراض على عدة أقاليم ومناطق استراتيجية، مما يشير إلى تنسيق الهجوم الأوكراني لاستهداف مواقع متعددة في وقت متزامن بهدف إرباك الدفاعات الجوية الروسية. وبحسب التقارير الأولية، توزعت الطائرات التي تم إسقاطها على النحو التالي:
- عدد كبير من الطائرات تم اعتراضه فوق شبه جزيرة القرم، والتي تضم قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي وتعتبر هدفاً رئيسياً للقوات الأوكرانية.
- تم تدمير طائرات مسيرة فوق إقليم كراسنودار بجنوب روسيا، والذي يضم منشآت نفطية وموانئ حيوية.
- سُجلت اعتراضات أخرى في مقاطعة فولغوغراد ومقاطعة بيلغورود الحدودية.
لم تقدم السلطات الروسية تفاصيل فورية حول الأضرار المحتملة على الأرض أو الخسائر البشرية نتيجة سقوط حطام الطائرات المسيرة، وهو ما يحدث عادةً في مثل هذه الهجمات واسعة النطاق. كما لم تعلق السلطات الأوكرانية على الفور على هذه الأنباء، التزاماً بسياستها المعتادة بعدم تأكيد أو نفي مسؤوليتها عن الهجمات داخل الأراضي الروسية.
السياق والتطورات الأخيرة
يأتي هذا الهجوم المكثف في سياق استراتيجية أوكرانية متصاعدة تهدف إلى نقل الحرب إلى العمق الروسي، وذلك من خلال استهداف البنية التحتية العسكرية والصناعية والطاقوية التي تدعم المجهود الحربي لموسكو. خلال الأشهر الأخيرة، كثفت كييف من هجماتها بالطائرات المسيرة بعيدة المدى، مستهدفة مصافي النفط، ومستودعات الأسلحة، والقواعد الجوية، ومراكز القيادة الروسية.
تهدف أوكرانيا من خلال هذه الهجمات إلى تحقيق عدة أهداف، منها استنزاف أنظمة الدفاع الجوي الروسية، وإجبار موسكو على سحب بعض هذه الأنظمة من جبهات القتال لحماية مدنها ومنشآتها الحيوية. كما تسعى إلى التأثير على الاقتصاد الروسي من خلال ضرب قطاع الطاقة، بالإضافة إلى التأثير النفسي على المواطنين الروس بإظهار أن الحرب ليست بعيدة عنهم.
الأهمية والتداعيات المحتملة
يشير حجم الهجوم الأخير، الذي شمل أكثر من مئة طائرة مسيرة، إلى تطور ملحوظ في القدرات الأوكرانية على صعيد إنتاج وتشغيل الطائرات بدون طيار. كما يعكس قدرة أوكرانيا على التخطيط والتنسيق لعمليات معقدة تستهدف مناطق متعددة في آن واحد. يعتبر الخبراء العسكريون أن هذه الهجمات تضع ضغطاً مستمراً على الدفاعات الروسية، التي أثبتت فعاليتها في بعض الأحيان ولكنها تواجه تحدياً متزايداً مع تزايد أعداد وأنواع الطائرات المسيرة المستخدمة.
من ناحية أخرى، تستخدم روسيا هذه الهجمات لتبرير عملياتها العسكرية في أوكرانيا، وتصويرها على أنها ردود فعل ضرورية على "الأعمال الإرهابية" التي تستهدف أراضيها. وغالباً ما يتبع هذه الهجمات الأوكرانية تصعيد في القصف الروسي على المدن والبنية التحتية الأوكرانية. وعليه، فإن هذا الحادث قد يؤدي إلى جولة جديدة من الهجمات المتبادلة، مما يزيد من حدة الصراع ويوسع من نطاقه الجغرافي.




