ضربات روسية مكثفة تخلف قتلى وانقطاعات واسعة للكهرباء في أوكرانيا
شهدت أوكرانيا في الساعات الأولى من يوم السبت موجة جديدة من الهجمات الروسية المكثفة التي استهدفت مناطق متعددة من البلاد، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى وتسبب في انقطاعات واسعة النطاق للتيار الكهربائي. وتُعد هذه الضربات جزءًا من استراتيجية روسيا المستمرة لتعطيل البنية التحتية الحيوية الأوكرانية، خاصةً شبكات الطاقة، في محاولة لإضعاف الروح المعنوية للمواطنين وتعطيل الخدمات الأساسية.

تفاصيل الهجوم
تضمنت الهجمات الأخيرة إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية، والتي تم توجيهها نحو منشآت الطاقة الحيوية في عدة مناطق أوكرانية رئيسية، بما في ذلك العاصمة كييف ومدن لفيف وأوديسا وخاركيف. وقد أفادت السلطات الأوكرانية بأن الدفاعات الجوية تمكنت من اعتراض جزء كبير من هذه الصواريخ والمسيرات، لكن عددًا منها تمكن من إصابة أهدافه، مما أدى إلى أضرار جسيمة.
وأشارت التقارير الأولية إلى أن الأهداف شملت محطات توليد الطاقة ومحطات التحويل الرئيسية، التي تلعب دورًا حيويًا في إمداد السكان والمنشآت الصناعية بالكهرباء. وقد أدت هذه الضربات إلى تفعيل إجراءات فصل التيار الكهربائي الطارئة في عدد من المناطق، في محاولة لتخفيف الحمل وحماية الشبكة من الانهيار الكلي.
الخسائر البشرية والأضرار المادية
أكدت المصادر الرسمية الأوكرانية سقوط عدد من الضحايا المدنيين جراء الهجمات، بمن فيهم قتلى وجرحى، نتيجة لاستهداف بعض المواقع القريبة من مناطق سكنية. وقد باشرت فرق الإنقاذ والإسعاف عملها في المواقع المتضررة لتقديم المساعدة للمصابين وانتشال الضحايا. كما تعرضت العديد من المباني السكنية والمنشآت غير العسكرية لأضرار متفاوتة، بما في ذلك تدمير جزئي وتطاير الزجاج.
أما على صعيد البنية التحتية، فقد تسببت الضربات في أضرار بالغة لعدة محطات طاقة رئيسية، مما أدى إلى فقدان قدرة كبيرة على توليد الكهرباء ونقلها. وقد أكد المسؤولون المحليون أن فرق الإصلاح تعمل على مدار الساعة لإعادة التيار الكهربائي إلى المناطق المتضررة، ولكن العمليات تواجه تحديات كبيرة بسبب حجم الأضرار.
تأثيرها على قطاع الطاقة
تُعد الانقطاعات الواسعة للتيار الكهربائي أحد أبرز النتائج المباشرة لهذه الهجمات. فقد أثرت هذه الانقطاعات على ملايين الأوكرانيين، حيث تركتهم بلا كهرباء في ظروف جوية صعبة أحيانًا. وتتسبب هذه الانقطاعات في تعطيل الحياة اليومية بشكل كبير، من توقف أنظمة التدفئة والمياه إلى صعوبة الوصول إلى الاتصالات والخدمات الرقمية.
للتخفيف من حدة الأزمة، لجأت السلطات إلى تطبيق جداول قطع مبرمجة للتيار الكهربائي في بعض المناطق، لضمان توزيع عادل للطاقة المتاحة وتجنب انهيار الشبكة بشكل كامل. ويستلزم إصلاح البنية التحتية للطاقة وقتًا وموارد ضخمة، خاصةً مع استمرار التهديد بضربات مستقبلية.
السياق العام للخسائر
تأتي هذه الهجمات ضمن نمط متكرر استُخدمته روسيا منذ خريف عام 2022 لاستهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. ويهدف هذا التكتيك إلى الضغط على الحكومة الأوكرانية وإضعاف قدرتها على مواصلة الدفاع، بالإضافة إلى محاولة كسر صمود الشعب الأوكراني من خلال حرمانهم من الخدمات الأساسية خلال فترات البرد الشديد.
وقد دأبت أوكرانيا، بدعم من شركائها الغربيين، على تعزيز دفاعاتها الجوية وتأمين قطع الغيار والمعدات اللازمة لإصلاح شبكتها الكهربائية. ومع ذلك، لا تزال هذه الضربات تشكل تحديًا كبيرًا، وتتطلب استجابة دولية مستمرة لدعم أوكرانيا في حماية مدنييها وبنيتها التحتية.
ردود الفعل الدولية والمحلية
أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجمات بشدة، مؤكدًا تصميم بلاده على الدفاع عن نفسها وإعادة بناء ما دمره العدو. ودعا زيلينسكي المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة لمواجهة التهديد الصاروخي والمسير الروسي.
على الصعيد الدولي، أعربت العديد من الدول الغربية والمنظمات الدولية عن إدانتها للهجمات، واصفةً إياها بأنها انتهاك للقانون الإنساني الدولي. وجددت هذه الدول التزامها بدعم أوكرانيا، سواء من خلال المساعدات العسكرية أو الإنسانية أو المالية، للمساعدة في تجاوز هذه الأزمة.
الأهمية وتداعياتها
تُظهر هذه الهجمات استمرار روسيا في استهداف الأهداف المدنية والبنية التحتية الحيوية، مما يؤكد الطبيعة الوحشية للصراع. وتثير هذه الاستراتيجية مخاوف بشأن تفاقم الأزمة الإنسانية في أوكرانيا، خاصة مع قرب حلول فصل الشتاء القاسي. كما أنها تزيد من الضغط على شركاء أوكرانيا الدوليين لتقديم المزيد من الدعم العسكري والاقتصادي لمساعدتها على الصمود في وجه هذه الحملة المتواصلة. تعكس هذه الأحداث الحاجة الملحة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في أوقات النزاع، وتبرز أهمية الرد الدولي المنسق.


