مقتل سبعة أشخاص في هجمات روسية جديدة تستهدف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا
في الساعات الأولى من صباح يوم السبت، شنت روسيا هجوماً واسع النطاق باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة على الأراضي الأوكرانية، مما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين على الأقل وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية الحيوية للطاقة في البلاد. وأكد مسؤولون أوكرانيون أن الهجوم، الذي يعد الأحدث في سلسلة من الهجمات الممنهجة، استهدف منشآت في عدة مناطق، مما أثار مخاوف جديدة بشأن استقرار شبكة الكهرباء مع اقتراب فصل الشتاء، فضلاً عن سلامة المنشآت النووية.

تفاصيل الهجوم
وفقاً للقوات الجوية الأوكرانية، استخدمت القوات الروسية ترسانة متنوعة من الأسلحة في هذا الهجوم المنسق، والذي استمر لعدة ساعات خلال الليل. تضمنت الموجات الهجومية ما يلي:
- طائرات مسيرة انتحارية من طراز "شاهد" إيرانية الصنع، والتي غالباً ما تُستخدم لاستهداف الدفاعات الجوية وتحديد مواقعها قبل الموجات الصاروخية الرئيسية.
- صواريخ كروز تم إطلاقها من قاذفات استراتيجية، مثل طائرات Tu-95MS، والتي استهدفت مواقع في عمق الأراضي الأوكرانية.
- صواريخ باليستية يُعتقد أنها من طراز "إسكندر"، والتي تتميز بسرعتها وصعوبة اعتراضها، مما يزيد من فعاليتها في ضرب أهداف حساسة.
أفادت التقارير بأن الانفجارات سُمعت في مناطق متعددة، بما في ذلك المناطق الغربية والوسطى والجنوبية من أوكرانيا. ورغم أن الدفاعات الجوية الأوكرانية تمكنت من اعتراض عدد كبير من المقذوفات، فإن حجم الهجوم سمح لبعض الصواريخ والطائرات المسيرة بالوصول إلى أهدافها، مما تسبب في دمار كبير.
الأضرار والخسائر البشرية
كانت الآثار المترتبة على الهجوم وخيمة. أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية وشركة "أوكرينيرغو" المشغلة لشبكة الكهرباء الوطنية عن وقوع أضرار في منشآت الطاقة في أربع مناطق على الأقل. وشملت الأهداف محطات فرعية حيوية مسؤولة عن توزيع الكهرباء، بما في ذلك بعض المحطات التي تساهم في تزويد محطتين للطاقة النووية بالكهرباء اللازمة لعمليات التبريد والسلامة. وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن أضرار مباشرة للمفاعلات النووية، فإن استهداف بنيتها التحتية الداعمة يمثل خطراً كبيراً ويزيد من احتمالية وقوع حوادث نووية.
على الصعيد الإنساني، أكدت خدمات الطوارئ الأوكرانية مقتل سبعة أشخاص في مواقع متفرقة، حيث سقطت شظايا الصواريخ أو تسببت الهجمات المباشرة في تدمير مبانٍ سكنية ومنشآت مدنية. كما أُصيب العشرات بجروح متفاوتة، وتعمل فرق الإنقاذ على البحث عن ناجين تحت الأنقاض في عدة مدن.
السياق العام وردود الفعل
يأتي هذا الهجوم كجزء من استراتيجية روسية متصاعدة بدأت في ربيع عام 2024، تهدف إلى تدمير قدرة أوكرانيا على توليد الكهرباء بشكل منهجي، بعد أن ركزت حملة الشتاء السابقة (2022-2023) بشكل أساسي على شبكات النقل والتوزيع. ويعتقد محللون أن الهدف من هذه الاستراتيجية الجديدة هو إلحاق ضرر طويل الأمد بالاقتصاد الأوكراني وقدرته على مواصلة المجهود الحربي، بالإضافة إلى زيادة معاناة السكان المدنيين.
من جانبه، أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجمات ووصفها بأنها "إرهاب طاقة"، مجدداً دعوته للشركاء الغربيين لتزويد بلاده بأنظمة دفاع جوي متقدمة إضافية، مثل أنظمة "باتريوت"، لحماية سمائها ومدنها. في المقابل، تواصل وزارة الدفاع الروسية التأكيد على أن هجماتها تستهدف فقط البنية التحتية العسكرية أو تلك التي تخدم المجهود العسكري، وتعتبرها رداً على هجمات أوكرانية على الأراضي الروسية.
الأهمية والتداعيات المستقبلية
تكمن أهمية هذه الهجمات في تأثيرها الاستراتيجي على قدرة أوكرانيا على الصمود. فمع تدمير أكثر من نصف قدرات توليد الكهرباء في البلاد، تواجه أوكرانيا تحدياً هائلاً في إعادة بناء قطاع الطاقة قبل حلول فصل الشتاء القادم، حيث من المتوقع أن يزداد الطلب على الكهرباء والتدفئة بشكل كبير. وقد أدت الأضرار بالفعل إلى فرض انقطاعات مبرمجة للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد للحفاظ على استقرار الشبكة المنهكة.
كما تثير الهجمات القريبة من محطات الطاقة النووية قلقاً دولياً، حيث حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراراً من أن أي انقطاع في إمدادات الطاقة الخارجية لهذه المنشآت قد يعرض أنظمة التبريد للخطر، مما قد يؤدي إلى عواقب كارثية. وبالتالي، فإن استمرار هذا النوع من الهجمات لا يهدد أمن الطاقة في أوكرانيا فحسب، بل يهدد أيضاً السلامة النووية في المنطقة بأكملها.


