ضمن فعاليات مهرجان قنا: المحافظ يكرم رواد الفن والتراث الثقافي
شهدت محافظة قنا، في الخامس عشر من مايو 2024، فعالية بارزة ضمن مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية، حيث قام محافظ قنا بتكريم مجموعة من الشخصيات البارزة التي ساهمت بفعالية في إثراء المشهد الفني والثقافي والحفاظ على التراث المصري الأصيل. يأتي هذا التكريم في إطار التزام المحافظة بدعم المبدعين والرواد الذين عملوا على مدى سنوات طويلة على صون الهوية الثقافية ونقلها للأجيال القادمة، مؤكداً على أهمية الثقافة والفنون كركائز أساسية للتنمية المجتمعية الشاملة.
خلفية عن مهرجان قنا ودوره الثقافي
يُعد مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية حدثاً سنوياً راسخاً، يهدف إلى تسليط الضوء على التنوع الثقافي والتراث الغني الذي تتمتع به المحافظة، بالإضافة إلى دعم الحرفيين والفنانين المحليين. تأسس المهرجان بهدف مزدوج؛ أولهما الحفاظ على الحرف اليدوية والفنون الشعبية من الاندثار، وثانيهما توفير منصة للفنانين لعرض أعمالهم وتبادل الخبرات. على مر السنوات، تطور المهرجان ليصبح نقطة جذب ثقافية وسياحية، ليس فقط لأبناء قنا، بل لزوار من مختلف أنحاء الجمهورية وخارجها، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالتراث الثقافي ودوره في التنمية المستدامة.
تضطلع محافظة قنا بدور حيوي في رعاية ودعم الأنشطة الثقافية والفنية، إيماناً منها بأن الاستثمار في الثقافة هو استثمار في بناء الإنسان وصقل هويته. ويُعد المهرجان جزءاً لا يتجزأ من هذه الاستراتيجية، حيث يمثل فضاءً للتفاعل بين الأجيال، ويقدم للشباب فرصة للتعرف على موروثهم الثقافي وتنمية مهاراتهم الفنية.
تفاصيل مراسم التكريم والفعاليات المصاحبة
جرت مراسم التكريم في قاعة الاحتفالات الرئيسية بالمهرجان، بحضور حشد من المسؤولين المحليين، ورموز المجتمع المدني، ولفيف من الفنانين والمثقفين. شمل التكريم شخصيات قدمت إسهامات متميزة في مجالات متنوعة، من بينها:
- الفنون الشعبية: فنانون عملوا على إحياء الأغاني والرقصات التراثية.
- الحرف اليدوية: حرفيون برعوا في صناعة المنتجات التراثية مثل النسيج، الفخار، والنحت.
- البحث الثقافي: باحثون وأكاديميون كرسوا جهودهم لتوثيق وتحليل التراث القنائي والمصري.
- العمل التنفيذي: شخصيات إدارية وسياسية ساهمت في دعم وتسهيل المبادرات الثقافية.
ألقى محافظ قنا كلمة خلال الحفل، أعرب فيها عن تقديره العميق للمكرمين، مشيداً بدورهم في حفظ الذاكرة الجمعية وتعميق الانتماء لدى المواطنين. وأكد المحافظ أن هذا التكريم ليس مجرد لفتة شكر، بل هو رسالة واضحة بأهمية الفن والثقافة في تشكيل مستقبل أفضل، وحافز لمزيد من الإبداع والعطاء في هذه المجالات الحيوية. وأشار إلى أن فعاليات المهرجان مستمرة لعدة أيام، وستتضمن معارض للحرف اليدوية، وورش عمل تفاعلية، وعروضاً فنية متنوعة، تهدف جميعها إلى جذب الجمهور من مختلف الأعمار وتشجيع المشاركة المجتمعية.
الأثر والتداعيات الثقافية والاقتصادية
يمتد تأثير مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية وما صاحبه من تكريم لرموز الفن والثقافة إلى أبعاد متعددة، تشمل الجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية:
- تعزيز الهوية الثقافية: يسهم المهرجان في ترسيخ الشعور بالفخر بالهوية الثقافية والتراثية للمحافظة، ويعزز من الانتماء الوطني من خلال الاحتفاء بالموروث الأصيل.
- دعم الفنانين والحرفيين: يوفر المهرجان منصة تسويقية وعرضاً مهماً لأعمال الفنانين والحرفيين، مما يساعدهم على الاستمرارية ويشجع الأجيال الشابة على تعلم هذه المهن والحفاظ عليها. كما أن التكريم يمنحهم تقديراً معنوياً يدفعهم للمزيد من العطاء.
- تنشيط السياحة الثقافية: يجذب المهرجان عدداً كبيراً من الزوار، مما ينشط الحركة السياحية والفندقية في المحافظة، ويدعم الاقتصاد المحلي من خلال زيادة المبيعات للحرفيين والتجار.
- الحفاظ على الموروث: يعمل المهرجان كدرع واقٍ للحرف والفنون المهددة بالاندثار، من خلال تعريف الجمهور بها وتوفير فرص لتعلمها وممارستها.
- تنمية مجتمعية شاملة: يعكس المهرجان نموذجاً ناجحاً لكيفية دمج الثقافة في خطط التنمية الشاملة، مما يؤدي إلى رفع الوعي الثقافي وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
تخطط محافظة قنا لمواصلة دعم المبادرات الثقافية والفنية، وتوسيع نطاق المهرجان في الدورات القادمة، لجعله أكثر شمولاً وتنوعاً، وذلك بهدف ترسيخ مكانة قنا كمركز إقليمي للحرف والفنون التراثية.





