ظروف صحية تجبره على التوقف.. قصة حج الشيخ أحمد عمر هاشم لـ 42 عاماً متصلاً

عادت سيرة العالم الأزهري الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، لتتصدر الاهتمام مجدداً بعد الكشف عن تفاصيل تتعلق بواحدة من أبرز محطات حياته الإيمانية، وهي أداؤه لفريضة الحج لمدة 42 عاماً بشكل متصل. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الدكتور عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال شهر أكتوبر 2023، والتي أوضح فيها السبب الذي حال دون استمرار هذه المسيرة الروحانية الطويلة.

من هو الدكتور أحمد عمر هاشم؟

يُعد الدكتور أحمد عمر هاشم واحداً من أبرز علماء الحديث في العالم الإسلامي، وشخصية دينية تحظى بتقدير واسع في مصر وخارجها. شغل سابقاً منصب رئيس جامعة الأزهر، وهو حالياً عضو في هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وهي أعلى مرجعية دينية في المؤسسة. عُرف عنه غزارة علمه، خاصة في مجال السنة النبوية وعلومها، بالإضافة إلى برامجه التلفزيونية التي قدم من خلالها شرحاً مبسطاً لتعاليم الدين الإسلامي لملايين المشاهدين على مدى عقود.

رحلة حج استمرت لأكثر من أربعة عقود

خلال مداخلة إعلامية، سلط الدكتور عبدالغني هندي الضوء على جانب قد لا يعرفه الكثيرون عن حياة الدكتور هاشم، وهو التزامه بأداء ركن الإسلام الخامس لمدة 42 سنة متتالية دون انقطاع. ووصف هندي هذا الالتزام بأنه دليل على قوة الإيمان والتعلق الشديد ببيت الله الحرام، مشيراً إلى أن مثل هذه المثابرة على العبادة تعد نموذجاً فريداً يعكس المكانة الروحية العالية التي يتمتع بها الشيخ هاشم.

السبب وراء التوقف

أوضح الدكتور هندي أن السبب الوحيد الذي دفع الدكتور أحمد عمر هاشم إلى التوقف عن رحلته السنوية إلى الأراضي المقدسة هو حالته الصحية. فمع تقدمه في العمر، أصبحت المشقة البدنية المصاحبة لمناسك الحج، من طواف وسعي ووقوف بعرفة، تشكل عبئاً كبيراً على صحته، وذلك بناءً على نصائح الأطباء. ويأتي هذا القرار متوافقاً مع المبادئ الأساسية في الشريعة الإسلامية التي ترفع الحرج عن المريض وغير القادر، حيث أن الاستطاعة البدنية والمالية شرط أساسي لوجوب الحج. وبهذا، لم يكن التوقف عن الحج تقصيراً، بل هو تطبيق لمبدأ التيسير في الدين الذي يراعي أحوال الناس وقدراتهم.

دلالات وأهمية القصة

تكمن أهمية هذه القصة في أنها تقدم نموذجاً عملياً يوازن بين الشغف بالعبادة والواقعية في تطبيق الأحكام الشرعية. فهي من ناحية تبرز الإرث الروحي الكبير لعالم جليل كرس حياته لخدمة الدين، ومن ناحية أخرى، تعلم المسلمين أن الدين الإسلامي قائم على اليسر وليس العسر، وأن الحفاظ على النفس والصحة مقصد أساسي من مقاصد الشريعة. كما أنها تعكس تقديراً كبيراً من المؤسسات الدينية لشخصية الدكتور هاشم، من خلال تسليط الضوء على سيرته العطرة كقدوة للأجيال الجديدة من العلماء وطلاب العلم.