في رؤيا بعد وفاته.. عميد أسبق بالأزهر يروي مشاهدة أحمد عمر هاشم بجوار النبي
شهدت منصات التواصل الاجتماعي في مصر تفاعلاً كبيراً خلال الأيام الماضية بعد انتشار مقطع فيديو للدكتور عبد الفتاح عبد الغني العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر. في الفيديو، يروي العواري تفاصيل رؤيا منامية قيل إن أحد الصالحين شاهد فيها العالم الأزهري البارز الراحل، الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والذي وافته المنية في السابع من أكتوبر. أثارت الرواية، التي تصف مكانة الدكتور هاشم في الآخرة، مشاعر واسعة بين محبيه وتابعيه.

تفاصيل الرؤيا ومحتواها
أوضح الدكتور العواري خلال إحدى محاضراته أنه تلقى هذه الرؤيا من شخص يثق في صدقه وتقواه. وبحسب الرواية، ظهر الدكتور أحمد عمر هاشم في المنام وهو يجلس في منزلة رفيعة ومكانة مشرفة بجوار النبي محمد، صلى الله عليه وسلم. وأضاف العواري أن النبي أشار إلى العالم الراحل وخاطب الحاضرين في الرؤيا بقوله: "هذا جاري في الجنة"، في إشارة إلى القرب والمكانة العالية التي نالها الفقيد.
لم تقتصر الرؤيا على ذلك، بل حملت أيضاً رسالة طمأنة من الدكتور هاشم إلى عائلته ومحبيه. ونقل العواري على لسانه قوله: "أبلغوا أهلي ألا يحزنوا وألا يبكوا، فإني أجلس بجوار رسول الله". هذه الكلمات كان لها وقع مؤثر بشكل خاص، حيث اعتبرها الكثيرون بمثابة بشرى خير ودليل على حسن خاتمة العالم الجليل، مما ساهم في سرعة انتشار القصة وتداولها.
السياق وأهمية الشخصيات
يأتي هذا الحدث في أعقاب رحيل الدكتور أحمد عمر هاشم، الذي يُعد واحداً من أهم علماء الحديث النبوي في العصر الحديث. وقد شغل الفقيد مناصب أكاديمية ودينية مرموقة، أبرزها رئاسة جامعة الأزهر، وكان عضواً فاعلاً في هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. عُرف الدكتور هاشم بأسلوبه السهل والمؤثر في الدعوة، وله إرث كبير من المؤلفات والبرامج التلفزيونية التي جعلته شخصية دينية محبوبة ومؤثرة في العالم الإسلامي.
من جانبه، فإن الدكتور عبد الفتاح العواري، الذي روى القصة، هو أيضاً شخصية تحظى بالاحترام في الأوساط الأزهرية، مما أضفى على الرواية وزناً إضافياً. إن مكانة الرؤيا في الثقافة الإسلامية، وخاصة الرؤى المتعلقة بالأنبياء والصالحين، تجعل من مثل هذه القصص حدثاً ذا أهمية روحية للمجتمع، حيث يُنظر إليها على أنها رسائل إلهية ومبشرات تبعث على الأمل والطمأنينة.
انتشار القصة وردود الفعل
بمجرد نشر الفيديو، لقي انتشاراً فيروسياً عبر تطبيقات مثل فيسبوك ويوتيوب وواتساب. انقسمت ردود الفعل، وإن كانت الغالبية العظمى منها إيجابية ومؤيدة. فقد اعتبر عدد كبير من المتابعين هذه الرؤيا تكريماً إلهياً للدكتور هاشم، نظير ما قدمه طوال حياته في خدمة العلم والدين. وتناقلوا القصة كشهادة على صلاحه ومكانته عند الله، مصحوبة بالدعوات له بالرحمة والمغفرة.
في المقابل، ظهرت أصوات قليلة دعت إلى التريث في نشر مثل هذه الأمور، معتبرة أن الرؤى، حتى وإن كانت صادقة، تظل أمراً خاصاً بصاحبها، وأن الأهم هو الاقتداء بالسيرة العلمية والأخلاقية للعالم الراحل. ورغم هذا التباين الطفيف، إلا أن الأثر العام للقصة كان تعزيز الصورة الإيجابية للدكتور هاشم في وجدان محبيه وتأكيد مكانته كأحد أبرز علماء الأمة في العصر الحديث.





