عشرات الضحايا والمفقودين في قصف إسرائيلي استهدف حياً سكنياً جنوب غزة
في تطور ميداني مأساوي جديد، أفادت مصادر طبية فلسطينية في الساعات الأولى من صباح اليوم بسقوط ما لا يقل عن أربعة قتلى وفقدان حوالي 40 شخصاً آخرين، يُعتقد أنهم تحت الأنقاض، جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً في حي الزيتون، الواقع جنوب مدينة غزة. ويمثل هذا الحادث حلقة أخرى في سلسلة الهجمات التي طالت مناطق مكتظة بالسكان منذ بدء التصعيد الأخير.
تفاصيل الهجوم والعمليات الأولية
وفقاً لشهود عيان وتقارير الدفاع المدني الفلسطيني، استهدفت الغارة بشكل مباشر مبنى مكوناً من عدة طوابق يعود لعائلة الدحدوح، وكان يؤوي عدداً من العائلات النازحة التي فرت من مناطق أخرى في القطاع بحثاً عن ملاذ آمن. أدى القصف إلى تدمير المبنى بشكل شبه كامل وتسويته بالأرض، مما تسبب في أضرار جسيمة للمباني المجاورة. وفور وقوع الحادث، هرعت فرق الإسعاف والدفاع المدني إلى الموقع، إلا أنها واجهت صعوبات بالغة في عمليات البحث والإنقاذ.
وتتمثل أبرز التحديات التي تواجه فرق الإنقاذ في:
- النقص الحاد في المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الأطنان من الركام والوصول إلى المحاصرين.
- الظلام وانقطاع التيار الكهربائي، مما يعيق عمليات البحث خلال ساعات الليل.
- الخشية من وجود ذخائر غير منفجرة أو احتمالية انهيار أجزاء أخرى من المباني المتضررة.
- صعوبة نقل المصابين والضحايا عبر الشوارع المدمرة.
وأشارت فرق الإنقاذ إلى أن عمليات البحث قد تستغرق عدة أيام، مما يقلل من فرص العثور على ناجين تحت الأنقاض مع مرور الوقت.
السياق والخلفية
يأتي هذا القصف في إطار العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة. ويُعتبر حي الزيتون من بين أكثر الأحياء التي شهدت اشتباكات عنيفة وغارات جوية مكثفة خلال الأشهر الماضية. ورغم دعوات الجيش الإسرائيلي المتكررة للسكان بإخلاء مناطق شمال القطاع والتوجه جنوباً، فإن المناطق الجنوبية، بما فيها مدينة غزة ومحيطها، لم تكن بمنأى عن الهجمات، مما أثار تساؤلات حول وجود أماكن آمنة بالفعل للمدنيين داخل القطاع.
وتؤكد الحادثة مجدداً على النمط المتكرر لاستهداف المباني السكنية التي تؤوي أعداداً كبيرة من المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال. وتقول إسرائيل إنها تستهدف البنية التحتية والمقاتلين التابعين لحركة حماس، متهمة الحركة باستخدام المناطق المدنية كغطاء لأنشطتها، وهو ما تنفيه السلطات الفلسطينية التي تؤكد أن الغالبية العظمى من الضحايا هم من المدنيين.
التأثير الإنساني وردود الفعل
خلّف الهجوم حالة من الصدمة والهلع بين السكان المحليين، حيث تسارع الأهالي للبحث عن أقاربهم المفقودين بين الركام بأيديهم العارية. وقد تم نقل الجثث التي تم انتشالها والمصابين القلائل إلى المستشفيات القريبة التي تعاني أصلاً من ضغط هائل ونقص حاد في المستلزمات الطبية والوقود والكوادر البشرية.
من جانبها، حذرت وزارة الصحة في غزة من أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بشكل كبير في الساعات القادمة، مع استمرار عمليات البحث عن المفقودين الأربعين. وأطلقت الوزارة نداء استغاثة للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل العاجل وتوفير المعدات اللازمة لفرق الإنقاذ والمساعدات الطبية للمستشفيات المنهارة. وحتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي حول هذا الهجوم تحديداً، لكنه يؤكد في بياناته العامة أن عملياته العسكرية تهدف إلى القضاء على قدرات حماس العسكرية.





