عطل واسع في خدمات أمازون السحابية يسبب اضطرابًا عالميًا في الإنترنت
شهد الإنترنت العالمي صباح يوم الاثنين 6 أكتوبر 2025 اضطرابًا واسع النطاق، حيث توقفت آلاف المواقع الإلكترونية والتطبيقات والخدمات الرقمية عن العمل لعدة ساعات. ويعود السبب الرئيسي وراء هذا الانقطاع إلى عطل فني كبير في البنية التحتية لخدمات أمازون ويب سيرفيسز (AWS)، إحدى أكبر مزودي الخدمات السحابية في العالم، مما أثر على الشركات والمستخدمين في مختلف أنحاء الكرة الأرضية.

التأثير المباشر للانقطاع
امتد تأثير العطل ليشمل مجموعة متنوعة من القطاعات، بدءًا من منصات التواصل الاجتماعي والألعاب ووصولًا إلى الخدمات المصرفية وأدوات العمل عن بعد. عانى المستخدمون من صعوبة في الوصول إلى حساباتهم، أو بطء شديد في تحميل الصفحات، أو توقف كامل للخدمات. وقد أبلغت العديد من الشركات الكبرى عن تأثر عملياتها بشكل مباشر.
من أبرز الخدمات التي تأثرت بهذا الانقطاع:
- منصات التواصل الاجتماعي: واجه مستخدمو تطبيقات شهيرة مثل سناب شات وريديت صعوبات في تحميل المحتوى وتسجيل الدخول.
- الألعاب الإلكترونية: توقفت خوادم ألعاب شهيرة مثل "روبلوكس" وخدمات أخرى تعتمد على بنية AWS التحتية، مما منع اللاعبين من الوصول إليها.
- الخدمات المصرفية والمالية: أبلغت بعض البنوك والمؤسسات المالية عن تعطل في تطبيقاتها المصرفية عبر الإنترنت وخدمات الدفع الإلكتروني.
- خدمات البث المباشر: تأثرت منصات بث الفيديو والترفيه التي تعتمد على خوادم أمازون لتقديم محتواها للمشاهدين.
تفاصيل العطل وأسبابه
أصدرت أمازون ويب سيرفيسز تحديثات عبر صفحة حالة الخدمة الرسمية، مؤكدة وجود مشكلات في إحدى مناطقها الرئيسية للبيانات، وتحديدًا منطقة US-East-1، التي تعد من أكبر مراكز البيانات وأكثرها حيوية. وأشارت الشركة إلى أن فريق المهندسين لديها يعمل على تحديد السبب الجذري للمشكلة وتنفيذ حلول لإعادة الخدمات إلى طبيعتها بشكل تدريجي.
يسلط هذا الحادث الضوء على مدى الاعتماد الكبير للشركات على الخدمات السحابية. فبدلًا من امتلاك وتشغيل خوادمها الخاصة، تعتمد آلاف الشركات، من الناشئة إلى الكبرى، على بنية تحتية مشتركة توفرها شركات مثل أمازون، مما يعني أن أي عطل في هذه البنية يمكن أن يحدث تأثيرًا مضاعفًا على نطاق عالمي.
الخلفية والسياق: مركزية البنية التحتية للإنترنت
يُعد هذا الانقطاع تذكيرًا قويًا بمدى مركزية البنية التحتية للإنترنت الحديث. على الرغم من أن شبكة الإنترنت مصممة لتكون لامركزية، إلا أن قطاع الحوسبة السحابية يتركز في أيدي عدد قليل من الشركات العملاقة مثل أمازون (AWS)، ومايكروسوفت (Azure)، وجوجل (Google Cloud). هذا التركيز يخلق نقاط ضعف محتملة، حيث يمكن أن يؤدي فشل في نظام واحد إلى شلل قطاعات واسعة من الاقتصاد الرقمي.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتسبب فيها عطل في AWS في انقطاعات واسعة. لقد شهدت السنوات الماضية حوادث مماثلة أثارت نقاشات حول ضرورة قيام الشركات بتبني استراتيجيات متعددة السحابات (Multi-Cloud) أو تصميم أنظمة أكثر مرونة وقدرة على الصمود أمام مثل هذه الأعطال لضمان استمرارية الأعمال.
الاستجابة والتعافي
بعد عدة ساعات من بدء الانقطاع، أعلنت أمازون عن تحقيق تقدم في حل المشكلة، وبدأت العديد من الخدمات المتأثرة في العودة إلى العمل بشكل تدريجي. وأكدت الشركة أنها تواصل مراقبة الأنظمة عن كثب لضمان استقرارها الكامل. من المتوقع أن تقدم الشركة تحليلًا فنيًا مفصلًا للحادث في الأيام المقبلة، وهو إجراء متبع لشرح أسباب العطل والخطوات التي سيتم اتخاذها لمنع تكراره في المستقبل.




