عقب استهداف قيادي بارز.. نتنياهو يحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية عمليات حزب الله
في تصعيد جديد للتوتر على الجبهة الشمالية لإسرائيل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت سابق اليوم، أن الجيش الإسرائيلي نجح في اغتيال قيادي بارز في حزب الله خلال عملية محددة قرب العاصمة اللبنانية بيروت. وفي أعقاب العملية، وجه نتنياهو رسالة حادة ومباشرة إلى الحكومة اللبنانية، محملاً إياها المسؤولية الكاملة عن الهجمات التي ينفذها حزب الله انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، ومحذراً من عواقب وخيمة في حال استمرار الوضع الحالي.

تفاصيل العملية واستهداف القيادي
أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الغارة الجوية، التي نُفذت بواسطة طائرة مسيرة، استهدفت سيارة كانت تقل هيثم علي الطبطبائي، الذي وصفته بأنه قائد ميداني رفيع في حزب الله. وأفادت التقارير بأن الطبطبائي كان يشغل منصباً مهماً ضمن الوحدة الصاروخية للحزب، وكان ضالعاً في التخطيط والتنفيذ لعمليات إطلاق الصواريخ والقذائف نحو شمال إسرائيل. وقع الهجوم في منطقة تقع على أطراف بيروت، مما يمثل استهدافاً نوعياً وعميقاً داخل الأراضي اللبنانية، بعيداً عن مناطق الاشتباك المعتادة في الجنوب.
رسالة نتنياهو المباشرة إلى لبنان
في تصريحاته، شدد نتنياهو على أن إسرائيل لن تتسامح بعد الآن مع ما وصفه بـ "العدوان المستمر" من قبل حزب الله. وقال إن على الحكومة اللبنانية أن تفرض سيادتها على كامل أراضيها وتمنع الحزب من استخدام الجنوب اللبناني كمنصة لشن هجمات. وأضاف نتنياهو أن على المجتمع الدولي أن يدرك أن إسرائيل تميز بين حزب الله والدولة اللبنانية، لكنه حذر من أنه إذا لم تتحرك الحكومة اللبنانية لوقف الحزب، فإن إسرائيل ستضطر إلى تحميل الدولة اللبنانية بأكملها ثمن هذا التقاعس.
السياق الأوسع للصراع المتصاعد
تأتي هذه العملية في سياق المواجهات العسكرية شبه اليومية بين إسرائيل وحزب الله، والتي اندلعت في 8 أكتوبر 2023، غداة الهجوم الذي قادته حركة حماس على جنوب إسرائيل. ورغم أن القتال ظل في معظمه محصوراً في المناطق الحدودية، إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت تصعيداً ملحوظاً، حيث نفذت إسرائيل عدة ضربات في العمق اللبناني استهدفت قيادات وعناصر من حزب الله وفصائل فلسطينية متحالفة معه. ومن أبرز هذه العمليات السابقة اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، صالح العاروري، في ضاحية بيروت الجنوبية في يناير الماضي. يمثل استهداف قيادي آخر في محيط العاصمة دليلاً على استراتيجية إسرائيلية جديدة تهدف إلى زيادة الضغط على حزب الله عبر استهداف رموزه وقادته.
التداعيات المحتملة ومخاوف من حرب شاملة
يثير هذا الاغتيال مخاوف جدية من انزلاق المنطقة إلى حرب واسعة النطاق. فمن المعروف أن حزب الله يرد بقوة على اغتيال كوادره البارزين، وقد يؤدي أي رد انتقامي كبير إلى رد فعل إسرائيلي أوسع، مما قد يشعل حرباً شاملة. كما تضع تصريحات نتنياهو الحكومة اللبنانية، التي تعاني من أزمات سياسية واقتصادية خانقة، في موقف حرج للغاية، حيث تفتقر إلى القدرة الفعلية على لجم حزب الله، الذي يمتلك قوة عسكرية تفوق قوة الجيش اللبناني. وتستمر الجهود الدبلوماسية الدولية في محاولة لاحتواء الموقف ومنع توسع رقعة الصراع، لكن كل عملية تصعيدية من هذا النوع تزيد من صعوبة هذه المهمة.



