علاء الجابري يكشف دوافع كتابه "وجوه لا تغيب": سداد دين ثقافي للآباء
في خطوة تعكس تقديره العميق للإرث الفكري والثقافي، أصدر الدكتور علاء الجابري، أستاذ الأدب الحديث المرموق في جامعة قناة السويس، كتابه الجديد بعنوان "وجوه لا تغيب.. بورتريهات في محبة مبدعين". وفي حوار صحفي حديث، أوضح الجابري أن الدافع الأساسي وراء هذا العمل هو رغبته في "سداد ديونه الثقافية" تجاه الآباء والأجيال السابقة من المبدعين والمفكرين الذين أسهموا في تشكيل الوعي الثقافي المعاصر.

الخلفية الفكرية للمؤلف
يُعرف الدكتور علاء الجابري بمنهجيته ورؤيته الأكاديمية التي تؤمن بأن الثقافة فعل تراكمي ومستمر. وهو يرى أن أي تقدم أو إبداع حديث لا يمكن أن ينفصل عن الأساسات التي وضعها السابقون. ومن هذا المنطلق، يشدد على الأهمية البالغة لقراءة وتحليل أعمال الرواد والمؤثرين، ليس فقط من باب الاستفادة المعرفية، بل كجزء أصيل من عملية التواصل الثقافي وتأكيد الامتنان لدورهم المحوري في بناء الهوية الثقافية المعاصرة. هذه الفلسفة تشكل حجر الزاوية في مشروعه الفكري والأدبي.
الكتاب: "وجوه لا تغيب"
يتناول كتاب "وجوه لا تغيب.. بورتريهات في محبة مبدعين"، الذي صدر ضمن سلسلة اقرأ عن دار المعارف، مجموعة من البورتريهات لشخصيات أدبية وفكرية مؤثرة. يقدم الجابري من خلال هذه البورتريهات قراءات نقدية وتحليلية عميقة تهدف إلى إبراز الإسهامات الجليلة لهؤلاء المبدعين، وتسليط الضوء على ملامح من حياتهم وأعمالهم التي لا تزال خالدة ومؤثرة في المشهد الثقافي. لا يقتصر الكتاب على مجرد السرد، بل يغوص في جوهر أعمالهم ليقدم رؤى جديدة حول تأثيرهم واستمرار حضورهم في الوجدان الثقافي الجمعي.
أهمية العمل وسياقه الثقافي
يأتي هذا الكتاب ليؤكد على الدور الحيوي للأكاديميين في حفظ الذاكرة الثقافية ونقلها للأجيال الجديدة. ففي زمن تتسارع فيه وتيرة التغيرات وتتعدد مصادر المعرفة، يصبح من الضروري إعادة تسليط الضوء على القامات الفكرية التي أرست دعائم ثقافتنا. عمل الدكتور الجابري هذا ليس مجرد تجميع لسير ذاتية، بل هو محاولة واعية لإعادة اكتشاف "وجوه لا تغيب" من خلال منظور معاصر، وتقديمها بطريقة تبرز أهمية تفاعل الأجيال الحالية مع إنجازات من سبقوهم. إنه بمثابة دعوة متجددة لتقدير الجذور الثقافية والاعتراف بالفضل لمن ساهموا في إثراء مسيرتنا الفكرية.





