عمرو أديب يرد على منتقدي حفل المتحف المصري الكبير ويدعو للفخر بالإنجاز
في إطار الجدل الذي أثير حول الفعاليات المرتبطة بالمتحف المصري الكبير، وجه الإعلامي عمرو أديب رسالة قوية لمنتقدي الاحتفالات المتعلقة بالمشروع، داعياً إلى التوقف عما وصفه بالنقد المفرط والاحتفاء بـ"الإنجاز التاريخي". جاءت تصريحاته خلال إحدى حلقات برنامجه "الحكاية"، حيث استنكر حالة الهجوم التي واجهتها بعض الفعاليات، معتبراً أن نجاحها يمثل مصدر فخر لجميع المصريين.

خلفية المشروع وأهميته الوطنية
يُعد المتحف المصري الكبير أحد أضخم المشاريع القومية في مصر خلال العقود الأخيرة، حيث يهدف إلى أن يكون أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة. يقع المشروع على مقربة من هضبة أهرامات الجيزة، ويمتد على مساحة شاسعة لعرض عشرات الآلاف من القطع الأثرية، من بينها المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون لأول مرة في مكان واحد. ونظراً لأهميته الثقافية والسياحية، حظي المشروع باهتمام رسمي وشعبي كبير، واعتُبرت الفعاليات التمهيدية لافتتاحه، مثل "موكب المومياوات الملكية" الذي أقيم في أبريل 2021، أحداثاً وطنية بارزة جذبت انتباه العالم.
أبرز محاور دفاع عمرو أديب
تركزت رسالة عمرو أديب حول عدة نقاط أساسية للدفاع عن الاحتفالات والمشروع ككل. أوضح أديب أن مقياس النجاح الحقيقي لمثل هذه الأحداث لا يكمن في التفاصيل الصغيرة التي قد ينتقدها البعض، بل في الصورة الكبرى التي تعكس قدرة الدولة على إنجاز مشاريع عملاقة وتنظيم فعاليات عالمية المستوى بنجاح وأمان. ومن أبرز ما جاء في حديثه:
- الإنجاز مقابل النقد: استخدم أديب تعبيره العامي الشهير "كفاية تقطيع في الهدوم"، في إشارة إلى أن النقد المستمر أصبح عادة لدى البعض حتى في أوقات النجاح، متسائلاً: "ليه مش عايزين تفرحوا؟"، وهو سؤال يعكس استغرابه من التركيز على السلبيات بدلاً من الفخر بالإنجاز الوطني.
- معايير النجاح: شدد على أن نجاح يوم تاريخي كهذا يتمثل في اكتمال الحدث دون أي مشاكل لوجستية أو أمنية كبرى، مثل وقوع حوادث مرورية ضخمة قد تعطل البلاد، وهو ما اعتبره دليلاً على التخطيط الجيد والتنفيذ المتقن.
- الرسالة إلى الخارج: أشار إلى أن هذه الفعاليات لا تستهدف الجمهور المحلي فقط، بل هي رسالة إلى العالم أجمع بقدرة مصر على تنظيم أحداث تليق بتاريخها وحضارتها، مما يعزز صورتها على الساحة الدولية ويجذب المزيد من الاهتمام السياحي والثقافي.
طبيعة الانتقادات التي أثارت الجدل
على الجانب الآخر، لم تأتِ تصريحات أديب من فراغ، بل كانت رداً على انتقادات ظهرت بشكل أساسي على منصات التواصل الاجتماعي. لم تكن الانتقادات موجهة ضد فكرة المتحف نفسه، بل تركزت حول جوانب محددة تتعلق بالفعاليات المصاحبة له. ومن بين هذه الانتقادات:
- الأولويات الاقتصادية: تساءل البعض عن حجم الإنفاق على الاحتفالات الضخمة في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية، معتبرين أنه كان من الممكن توجيه هذه الموارد نحو قطاعات أخرى أكثر إلحاحاً.
- اختيارات فنية وجمالية: وجهت بعض الانتقادات إلى تفاصيل فنية في تنظيم الفعاليات، مثل تصميم بعض الأزياء أو الموسيقى المصاحبة أو بعض الفقرات التي اعتبرها البعض غير معبرة بالقدر الكافي عن عظمة الحدث.
- الخطاب الإعلامي المصاحب: رأى فريق من المعلقين أن التغطية الإعلامية الرسمية كانت تميل إلى الاحتفاء المبالغ فيه وتتجاهل أي وجهة نظر نقدية، مما خلق حالة من الاستقطاب بين الرواية الرسمية وآراء الجمهور على وسائل التواصل.
الأهمية والسياق العام
تعكس هذه الحالة الجدلية تبايناً أوسع في وجهات النظر داخل المجتمع المصري حول المشاريع القومية الكبرى. فبينما يراها الكثيرون، ومن بينهم إعلاميون بارزون مثل عمرو أديب، مصدراً للفخر الوطني ورافعة للاقتصاد والصورة الدولية لمصر، ينظر إليها آخرون بعين نقدية تركز على الأولويات والتكاليف في ظل الظروف المعيشية. ويمثل هذا النقاش ظاهرة متكررة في الفضاء العام المصري، حيث يتصادم الخطاب الرسمي الذي يركز على الإنجاز مع أصوات نقدية تطالب بمزيد من الشفافية ومراعاة الأولويات المجتمعية.





