عمرو محمود ياسين يدافع عن مخرج افتتاح المتحف الكبير بعد انتقادات حادة ويحذر من ضغوط العمل
في الأيام الأخيرة، تصاعدت حدة الجدل والانتقادات الموجهة لمخرج احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير، وهو حدث طال انتظاره ويحمل أهمية ثقافية وتاريخية بالغة لمصر والعالم. وسط هذه الأجواء المشحونة، خرج المؤلف والفنان عمرو محمود ياسين ليدافع عن المخرج، محذرًا من تبعات الضغوط النفسية والمهنية التي يتعرض لها مبدعو المشاريع الكبرى، ومستنكرًا السخرية غير المبررة.
خلفية الانتقادات
يُعد المتحف المصري الكبير مشروعًا قوميًا ضخمًا يهدف إلى عرض كنوز الحضارة المصرية القديمة بطريقة عصرية ومبتكرة، ويُتوقع أن يصبح أحد أكبر المتاحف الأثرية في العالم. ولهذا السبب، كانت التوقعات مرتفعة للغاية بشأن حفل افتتاحه، الذي كان من المفترض أن يعكس عظمة الموروث المصري وقدرة مصر على تنظيم الفعاليات العالمية الكبرى. ومع بدء الاحتفالية أو حتى الإعلان عن تفاصيلها، بدأت أصوات النقد تتعالى حول الجوانب الفنية والتنظيمية والعرض البصري الذي قدمه المخرج، حيث رأى البعض أن العمل لم يرتقِ لمستوى الحدث التاريخي، أو أنه احتوى على جوانب لم تلقَ استحسان الجمهور والنقاد على حد سواء. وقد تراوحت هذه الانتقادات بين النقد البناء والملاحظات الجادة وصولاً إلى التعليقات الساخرة واللاذعة على منصات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام.
موقف عمرو محمود ياسين
عبر الفنان عمرو محمود ياسين عن استيائه الشديد من الحملة التي يتعرض لها مخرج الافتتاح، مؤكدًا أن هذا النوع من الهجوم قد يكون مدمرًا للمبدعين. وقد نشر ياسين تعليقًا لافتًا عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، أعرب فيه عن تعجبه من المهاجمين، مشيرًا إلى أنهم «بترجعوا تزعلوا لما يجرالهم حاجة من الضغظ»، وهي جملة تحمل في طياتها تحذيرًا ضمنيًا من الآثار السلبية للضغط النفسي الشديد على صحة المخرج وحالته المعنوية. وتأتي تصريحات ياسين من منطلق فهمه لطبيعة العمل الفني والإخراجي، وما يتطلبه من جهد وتركيز وقدرة على تحمل الضغوط، خاصة في مشروع بهذا الحجم والأهمية الوطنية. فقد شدد على ضرورة مراعاة الظروف والجهود المبذولة بدلاً من التسرع في إصدار الأحكام القاسية.
السياق العام وردود الفعل
أثارت تعليقات عمرو محمود ياسين تفاعلاً واسعًا في الأوساط الفنية والثقافية وبين الجمهور العام. ففي حين اتفق البعض معه على ضرورة التعامل بإنسانية مع المبدعين وتقدير جهودهم، خاصة في المشاريع التي تنطوي على تحديات كبيرة، رأى آخرون أن النقد جزء طبيعي من أي عمل فني، وأنه يجب أن يكون المخرجون مستعدين لتقبله. وأعادت هذه القضية إلى الواجهة النقاش الدائر حول العلاقة بين الجمهور والنقاد والمبدعين، وحدود النقد البناء مقابل الهجوم الشخصي أو السخرية غير المبررة. كما أنها تسلط الضوء على الضغوط الهائلة التي تواجهها الشخصيات العامة والعاملون في المشاريع الوطنية الكبرى، حيث يكون كل تفصيل تحت المجهر.
أهمية الحدث ومسؤولية المبدعين
تكمن أهمية هذه الأحداث في كونها لا تمثل مجرد فعاليات ثقافية، بل تعكس صورة مصر على الساحة الدولية. لذا، فإن مخرج الافتتاح وكل فريق العمل كانوا يحملون على عاتقهم مسؤولية عظيمة تجاه هذا الحدث. ورغم أن النقد البناء يُعد ضروريًا لتطوير أي عمل فني، إلا أن تجاوز حدود النقد إلى السخرية والتجريح قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ويؤثر سلبًا على الروح المعنوية للمشاركين. تظل دعوة عمرو محمود ياسين تذكيرًا بأهمية التعاطف الإنساني وتقدير الجهود المبذولة خلف الكواليس، حتى في ظل السعي لتحقيق الكمال في إبراز عظمة المشاريع الوطنية.





