عمرو محمود ياسين يساند مخرج حفل المتحف المصري الكبير في وجه الانتقادات
شهدت منصات التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأيام القليلة الماضية جدلاً واسعاً عقب تنظيم حفل لشركة خاصة في بهو المتحف المصري الكبير، حيث تعرض مخرج الحفل، أحمد المرسي، لموجة من الانتقادات الحادة. وفي خضم هذا الجدل، برز موقف المؤلف والممثل عمرو محمود ياسين، الذي دافع بقوة عن المرسي، داعياً إلى التروي في الحكم وتقديم النقد البناء بدلاً من الهجوم الشخصي.

خلفية الحدث ومسببات الانتقاد
في أوائل شهر أكتوبر 2024، استضاف المتحف المصري الكبير حدثاً خاصاً لإحدى شركات التطوير العقاري الكبرى، والذي وُصف بأنه احتفالية ترويجية وليس الافتتاح الرسمي المنتظر للمتحف. رغم ذلك، وبسبب الأهمية الرمزية للمكان، ترقّب الجمهور حفلاً يليق بعظمة الصرح الحضاري. إلا أن ردود الفعل الأولية جاءت سلبية إلى حد كبير، حيث تركزت الانتقادات على عدة نقاط رئيسية:
- غياب الهوية المصرية والفرعونية الواضحة في الفقرات الفنية، وهو ما اعتبره كثيرون غير مناسب لمكان بحجم وقيمة المتحف.
- مقارنات حتمية مع فعاليات قومية سابقة حظيت بنجاح عالمي، وعلى رأسها حفل "موكب المومياوات الملكية" الذي رفع سقف التوقعات عالياً.
- ملاحظات فنية تتعلق بجودة الإخراج والإضاءة والصوت، والتي رأى البعض أنها لم تكن على المستوى المأمول.
سرعان ما تحولت هذه الملاحظات إلى حملة انتقاد واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، طالت بشكل مباشر مخرج الحفل أحمد المرسي، وهو مخرج معروف بأعماله السينمائية والتلفزيونية.
موقف عمرو محمود ياسين الداعم
وسط هذه الأجواء المشحونة، خرج الفنان عمرو محمود ياسين ليعبر عن رأي مخالف للتيار السائد. عبر حسابه على فيسبوك، نشر ياسين منشوراً دافع فيه عن المرسي، مؤكداً على ضرورة توخي الحذر عند إطلاق الأحكام. شدد ياسين على أن هذا الحدث كان حفلاً خاصاً بشركة، وليس حفلاً قومياً للدولة، وبالتالي فإن له معاييره وأهدافه المختلفة التي قد لا تتطابق بالضرورة مع توقعات الجمهور العام لافتتاح رسمي.
واستخدم ياسين لغة إنسانية في دفاعه، حيث كتب ما معناه "بالراحة شوية... الراجل عنده أهل وأسرة"، في إشارة إلى التأثير النفسي والاجتماعي السلبي الذي يمكن أن يتركه الهجوم الحاد على أي شخص. كما أشاد بكفاءة أحمد المرسي المهنية، واصفاً إياه بالمخرج الموهوب والمحترم، ودعا إلى ضرورة التمييز بين النقد الموضوعي الذي يهدف إلى التحسين، وبين ما وصفه بـ"الهدم" والتجريح الشخصي.
السياق العام وأهمية الجدل
يكتسب هذا الجدل أهميته من كونه يتعلق بالمتحف المصري الكبير، أحد أضخم المشاريع القومية في مصر خلال العقود الأخيرة. ينظر المصريون إلى المتحف باعتباره رمزاً للفخر الوطني، وهو ما يفسر حالة المتابعة الدقيقة والحساسية العالية تجاه أي حدث يقام فيه. فالجمهور لا يرى هذه الفعاليات مجرد احتفالات عابرة، بل يعتبرها جزءاً من الصورة التي تصدرها مصر للعالم.
كما يعكس هذا الموقف تفاعل الشخصيات العامة مع القضايا التي تشغل الرأي العام، ويسلط الضوء على قوة تأثير منصات التواصل الاجتماعي في تقييم الأعمال الفنية والثقافية وتشكيل ضغط قد يكون إيجابياً للتطوير أو سلبياً ومحبطاً للصناع. وقد أثارت مداخلة ياسين نقاشاً ثانوياً حول حدود النقد، والفرق بين حرية التعبير والمسؤولية المجتمعية عند انتقاد الشخصيات العامة وأعمالهم.





