غزالة هاشمي: أول مسلمة في مجلس شيوخ فرجينيا دخلت السياسة لمواجهة سياسات ترامب
في تحول سياسي لافت شهدته ولاية فرجينيا، صنعت الديمقراطية غزالة هاشمي التاريخ في نوفمبر 2019، بعد فوزها بمقعد في مجلس شيوخ الولاية، لتصبح بذلك أول امرأة مسلمة أمريكية تشغل هذا المنصب. لم تكن مسيرتها نحو السياسة تقليدية، بل جاءت مدفوعة بشكل مباشر بسياسات إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، التي اعتبرتها تهديدًا للقيم والمجتمعات التي تنتمي إليها.

خلفية أكاديمية ومسيرة مهنية
وُلدت غزالة هاشمي في الهند وهاجرت إلى الولايات المتحدة مع عائلتها وهي في الرابعة من عمرها. كرست حياتها المهنية للتعليم لأكثر من عقدين، حيث عملت كأستاذة للغة الإنجليزية ومديرة مؤسسة لمركز المشاركة المدنية في كلية رينولدز المجتمعية في فرجينيا. ومن خلال عملها، ركزت على تمكين الطلاب والمجتمعات المحلية وتعزيز دورهم في الحياة العامة، وهي الخبرة التي استثمرتها لاحقًا في حملتها الانتخابية.
الدافع وراء دخول عالم السياسة
كانت اللحظة الفارقة التي دفعت هاشمي من العمل الأكاديمي والمجتمعي إلى الترشح لمنصب عام هي قرار حظر السفر الذي فرضته إدارة ترامب في عام 2017، والذي استهدف عددًا من الدول ذات الأغلبية المسلمة. شعرت هاشمي بأن هذا القرار لم يكن مجرد سياسة عامة، بل هجومًا مباشرًا على هويتها كمهاجرة ومسلمة ومواطنة أمريكية. وصفت تلك اللحظة بأنها نقطة تحول أدركت فيها أن الدفاع عن حقوق مجتمعها يتطلب المشاركة الفعالة في صنع القرار السياسي، بدلاً من الاكتفاء بالنشاط المجتمعي.
انتخابات 2019 التاريخية
خاضت هاشمي سباقًا انتخابيًا صعبًا في الدائرة العاشرة بولاية فرجينيا، والتي كانت تحت سيطرة الجمهوريين. تمكنت من تحقيق فوز حاسم على السيناتور الجمهوري الحالي آنذاك، غلين ستورتيفانت، في انتخابات الخامس من نوفمبر 2019. كان فوزها جزءًا من موجة زرقاء أوسع نطاقًا في الولاية، حيث نجح الديمقراطيون في السيطرة على مجلسي الهيئة التشريعية في فرجينيا (مجلس النواب ومجلس الشيوخ) لأول مرة منذ أكثر من عشرين عامًا.
بنت حملتها الانتخابية على برنامج يركز على قضايا أساسية تهم الناخبين في دائرتها، بما في ذلك:
- زيادة تمويل التعليم العام.
- توسيع الوصول إلى الرعاية الصحية بأسعار معقولة.
- سن تشريعات أكثر صرامة للحد من العنف المسلح.
- حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي.
الأهمية والتأثير
يمثل فوز غزالة هاشمي علامة بارزة في المشهد السياسي الأمريكي، فهو لم يغير فقط التركيبة الديموغرافية لمجلس شيوخ فرجينيا، بل أرسل رسالة قوية حول الأثر المتزايد للمجتمعات المهاجرة والأقليات في السياسة. يُنظر إلى انتخابها على أنه رد فعل مباشر على الخطاب والسياسات التي استهدفت هذه المجتمعات خلال فترة رئاسة ترامب. كما يُعد انتصارها دليلاً على التحولات السياسية والاجتماعية التي تشهدها ولاية فرجينيا، التي تحولت من معقل محافظ إلى ولاية متأرجحة تميل بشكل متزايد نحو الحزب الديمقراطي. وبصفتها أول امرأة مسلمة في مجلس شيوخ الولاية، أصبحت هاشمي رمزًا للتنوع والشمولية في السياسة الأمريكية المعاصرة.





