فوز الديمقراطيين بانتخابات حاكمي فيرجينيا ونيوجيرسي في نكسة لترامب
في انتخابات جرت في 7 نوفمبر 2017، حقق الحزب الديمقراطي انتصارات حاسمة في سباقي حكام ولايتي فيرجينيا ونيوجيرسي، في نتائج اعتبرت على نطاق واسع أول استفتاء شعبي كبير على رئاسة دونالد ترامب ورسالة رفض لسياساته بعد عام من وصوله إلى البيت الأبيض. وقد تجاوزت هوامش الفوز التوقعات، مما أشار إلى تحول ملحوظ في المشهد السياسي قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

خلفية الانتخابات وأهميتها
جاءت هذه الانتخابات في وقت كانت فيه البلاد تشهد حالة من الاستقطاب السياسي الشديد. وكانت الأنظار موجهة بشكل خاص إلى ولاية فيرجينيا، التي تعد ولاية متأرجحة، لقياس مدى تأثير رئاسة ترامب على الناخبين، خاصة في المناطق الضواحي التي كانت حاسمة في الانتخابات السابقة. اعتبر المحللون هذه السباقات بمثابة مؤشر مبكر على معنويات الناخبين ومدى حماسهم، وهو ما قد يحدد مستقبل الأجندة التشريعية للرئيس والسيطرة على الكونغرس في عام 2018.
تحليل السباقات الرئيسية
تركز الاهتمام على سباقين رئيسيين لمنصب الحاكم، وكلاهما انتهى بفوز المرشح الديمقراطي بفارق مريح.
- ولاية فيرجينيا: تمكن الديمقراطي رالف نورثام، الذي كان يشغل منصب نائب الحاكم، من هزيمة منافسه الجمهوري إد غيليسبي. حاول غيليسبي تبني بعض جوانب خطاب ترامب الشعبوي، مركزاً على قضايا مثل الهجرة ومحاربة الجريمة، في محاولة لحشد قاعدة الحزب الجمهوري. ومع ذلك، أدت هذه الاستراتيجية إلى نفور الناخبين المعتدلين في ضواحي شمال فيرجينيا، مما منح نورثام فوزًا كبيرًا بنسبة تقارب تسع نقاط مئوية، وهو فارق فاق كل استطلاعات الرأي.
- ولاية نيوجيرسي: حقق الديمقراطي فيل ميرفي، وهو سفير سابق ومسؤول تنفيذي سابق في غولدمان ساكس، فوزًا متوقعًا ولكنه كان ساحقًا على نائبة الحاكم الجمهوري كيم غوادانيو. جاء هذا الفوز لينهي ثماني سنوات من حكم الجمهوري كريس كريستي، الذي كان يتمتع بشعبية منخفضة للغاية. وعد ميرفي ببرنامج تقدمي يتناقض بشكل حاد مع سياسات كريستي وترامب، مما لاقى صدى لدى الناخبين في الولاية التي تميل إلى الديمقراطيين.
التداعيات والتأثير السياسي
كانت لنتائج الانتخابات تداعيات فورية وعميقة. فقد بعثت برسالة قوية إلى الحزب الجمهوري مفادها أن الارتباط الوثيق بالرئيس ترامب قد يكون له ثمن باهظ في الولايات المتأرجحة والمناطق الضواحي. على الجانب الآخر، منحت الانتصارات دفعة معنوية هائلة للحزب الديمقراطي، الذي كان يعاني من سلسلة من الهزائم الانتخابية منذ عام 2016. أظهرت النتائج أن قضايا مثل الرعاية الصحية والتعليم يمكن أن تحفز القاعدة الديمقراطية وتجذب الناخبين المستقلين. اعتبر الكثيرون هذه الانتصارات بمثابة الشرارة الأولى "للموجة الزرقاء" التي تحققت لاحقًا في انتخابات التجديد النصفي لعام 2018، والتي استعاد فيها الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب.





