صور البيت الأبيض تكشف جانبًا غير مألوف للرئيس الصيني شي جين بينغ في لقائه بترامب
في خطوة لافتة خلال القمة الأولى التي جمعت الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، نشر البيت الأبيض مجموعة من الصور التي أثارت اهتمامًا عالميًا واسعًا. قدمت هذه الصور، التي التقطت خلال اجتماع الزعيمين في أبريل 2017، لمحة نادرة عن جانب شخصي وأكثر استرخاءً للزعيم الصيني، وهو ما يتناقض بشكل كبير مع صورته العامة التي تم بناؤها بعناية على مدى سنوات.

الخلفية: الصورة العامة الصارمة للرئيس شي
عُرف الرئيس شي جين بينغ، على الساحة الدولية والمحلية، بشخصيته الرسمية الجادة. فقد عملت وسائل الإعلام الحكومية الصينية، على مدار سنوات، على ترسيخ صورة له كقائد حازم وقوي، نادرًا ما يظهر في مواقف عفوية أو يعبر عن مشاعره بشكل علني. هذه الصورة المصممة بعناية تهدف إلى تعزيز سلطته كزعيم للحزب الشيوعي الصيني وإبراز الاستقرار والقوة تحت قيادته.
قمة "مار-آ-لاغو": سياق وتحديات
عُقد الاجتماع الأول بين الزعيمين في منتجع "مار-آ-لاغو" بولاية فلوريدا، في ظل أجواء سياسية مشحونة. جاء اللقاء بعد حملة انتخابية للرئيس ترامب ركز فيها بشكل كبير على انتقاد الممارسات التجارية الصينية. كانت القمة محورية لمناقشة ملفات شائكة، أبرزها العجز التجاري الأمريكي مع الصين والبرنامج النووي لكوريا الشمالية، بالإضافة إلى محاولة بناء علاقة عمل شخصية بين القائدين.
الصور تكشف عن وجه مختلف
خلافًا للمشهد المعتاد، أظهرت الصور التي أصدرها البيت الأبيض الرئيس شي جين بينغ وهو يبتسم بشكل واضح ويضحك ويتفاعل بود مع الرئيس ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب. كانت هذه اللقطات بعيدة كل البعد عن التعبيرات الرسمية التي اعتاد العالم على رؤيتها منه في المناسبات الدبلوماسية.
من بين الصور الأكثر تداولًا تلك التي وثقت رد فعل الرئيس شي وزوجته، بينغ لي يوان، وهما يشاهدان عرضًا قدمه أحفاد ترامب. بدت على وجه الزعيم الصيني في تلك اللحظات تعابير دافئة وإعجاب، مما قدم لمحة إنسانية نادرة لشخصيته. هذا التقديم اختلف جذريًا عن الصور الرسمية التي نشرتها وكالات الأنباء الصينية، مثل وكالة "شينخوا"، والتي ركزت على المصافحات الرسمية والمباحثات الجادة، لتأكيد مكانة شي كزعيم عالمي له ثقله.
الأهمية والدلالات: دبلوماسية الصورة
فسر محللون سياسيون نشر البيت الأبيض لهذه الصور على أنه خطوة دبلوماسية مقصودة. كان الهدف هو إيصال رسالة بأن القمة كانت ناجحة وودية، وأن علاقة شخصية إيجابية قد تشكلت بين الزعيمين رغم الخلافات السياسية العميقة. كان ذلك جزءًا من استراتيجية إدارة ترامب لإظهار قدرتها على بناء جسور مع الخصوم الدوليين.
بالنسبة للمراقبين الدوليين، أتاحت هذه الصور فرصة نادرة لرؤية الجانب الإنساني لزعيم يُنظر إليه غالبًا على أنه غامض ومنعزل. وأثارت نقاشًا حول ما إذا كانت هذه اللحظات تعبيرًا حقيقيًا عن شخصيته أم أنها كانت جزءًا من أداء دبلوماسي محسوب. وفي النهاية، أبرز التباين في التغطية الإعلامية بين الولايات المتحدة والصين كيف تستخدم القوى الكبرى الصور لتوجيه رسائل مختلفة؛ فبينما ركزت واشنطن على الكيمياء الشخصية، شددت بكين على الندية والهيبة لجمهورها المحلي.





