أوباما يكثف دعمه للديمقراطيين في مواجهة نفوذ ترامب قبل انتخابات حاسمة
مع اقتراب موعد انتخابات حاكمي الولايات في ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، عاد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى الساحة السياسية بقوة، حيث قاد تجمعات انتخابية حاشدة لدعم المرشحين الديمقراطيين. تأتي هذه التحركات في وقت حاسم، حيث يُنظر إلى هذه الانتخابات المحلية على أنها مؤشر مبكر على المزاج السياسي للناخبين قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، وتمثل اختبارًا لشعبية إدارة الرئيس الحالي جو بايدن.

خلفية السياق السياسي
تكتسب انتخابات حكام الولايات، خاصة في ولايات متأرجحة مثل فرجينيا، أهمية وطنية تتجاوز حدودها المحلية. فغالبًا ما يُنظر إلى نتائجها كاستفتاء على أداء الحزب الحاكم في البيت الأبيض خلال العام الأول من ولايته. في هذا السياق، كان يُنظر إلى السباق في فرجينيا بين الديمقراطي تيري ماكوليف والجمهوري غلين يونغكين على أنه مقياس لقدرة الديمقراطيين على الحفاظ على الزخم السياسي بعد فوزهم في الانتخابات الرئاسية، كما أنه يمثل اختبارًا لمدى استمرار تأثير الرئيس السابق دونالد ترامب على قاعدة الحزب الجمهوري.
مضمون رسائل أوباما
في خطاباته التي ألقاها خلال الأيام التي سبقت التصويت، ركز أوباما على حشد القاعدة الديمقراطية وتحفيزها على المشاركة بكثافة، محذرًا من مخاطر اللامبالاة والتراخي. لم يتردد أوباما في توجيه انتقادات حادة، وإن كانت غير مباشرة في كثير من الأحيان، للتيار السياسي الذي يمثله ترامب، مشيرًا إلى سياسات الانقسام ونشر المعلومات المضللة. ودعا الناخبين إلى رفض "سياسات الخوف والغضب" واختيار قادة يعملون على توحيد المجتمع وحل المشكلات الحقيقية التي تواجه المواطنين، مثل الاقتصاد والرعاية الصحية والتعليم. كما سعى إلى ربط المرشحين الجمهوريين بأجندة ترامب، في محاولة لتنفير الناخبين المعتدلين والمستقلين.
ظل ترامب في المعركة الانتخابية
على الرغم من عدم مشاركته شخصيًا في تجمعات انتخابية للمرشحين الجمهوريين في هذه الولايات، كان حضور دونالد ترامب قويًا في المشهد. فقد قدم دعمه الصريح للمرشح الجمهوري في فرجينيا، وهو ما استغله الديمقراطيون، بمن فيهم أوباما، لتصوير السباق على أنه خيار بين المضي قدمًا أو العودة إلى "فوضى" سنوات حكم ترامب. وقد وضع هذا الدعم المرشحين الجمهوريين في موقف صعب، حيث كانوا يحاولون الموازنة بين ضرورة كسب أصوات قاعدة ترامب المخلصة وعدم إبعاد الناخبين في الضواحي الذين ابتعدوا عن الحزب الجمهوري خلال فترة رئاسته.
الأهمية الاستراتيجية للنتائج
تكمن أهمية هذه الانتخابات في تداعياتها المحتملة على المشهد السياسي الوطني. ففوز الديمقراطيين كان سيعطي دفعة لإدارة بايدن ويُظهر أن أجندتها لا تزال تحظى بدعم شعبي، مما قد يسهل تمرير تشريعاتها في الكونغرس. على الجانب الآخر، كان يُنظر إلى فوز الجمهوريين، كما حدث في فرجينيا، على أنه دليل على تزايد الإحباط من سياسات الديمقراطيين ومنح الحزب الجمهوري زخمًا كبيرًا وثقة بالنفس مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي، مما قد يؤدي إلى استعادة سيطرتهم على مجلسي النواب والشيوخ.





