صور غير مألوفة للرئيس الصيني شي جين بينغ ينشرها البيت الأبيض
نشر البيت الأبيض مجموعة من الصور الفوتوغرافية للرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي تُظهر جانباً نادراً وأكثر استرخاءً لزعيم ثاني أكبر اقتصاد في العالم. التُقطت هذه الصور خلال القمة التي جمعته بالرئيس الأمريكي جو بايدن على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) الذي عُقد في سان فرانسيسكو في نوفمبر 2023. وتكتسب هذه الصور أهميتها من كونها تقدم رؤية مغايرة للصورة الرسمية الصارمة التي تسوقها وسائل الإعلام الحكومية الصينية للرئيس شي، مما أثار اهتماماً واسعاً لدى المحللين والمراقبين الدوليين.

خلفية اللقاء وسياقه الدبلوماسي
جاء لقاء بايدن وشي في وقت حاسم للعلاقات الأمريكية الصينية التي شهدت توترات متصاعدة خلال السنوات الأخيرة. كان الهدف الأساسي للقمة هو إعادة ضبط مسار العلاقات، وفتح قنوات اتصال لتجنب سوء التقدير الذي قد يؤدي إلى صراع. وقد سبق القمة أشهر من الدبلوماسية المكثفة والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين من البلدين، في محاولة لتهيئة الأجواء لحوار بنّاء. انعقد اللقاء في عزبة "فايلولي" التاريخية بكاليفورنيا، وهو مكان تم اختياره بعناية لتوفير بيئة هادئة وغير رسمية، بعيداً عن البروتوكولات الصارمة، مما ساهم في الطبيعة الخاصة للصور التي نتجت عنه.
محتوى الصور ودلالاتها
تختلف الصور التي نشرها البيت الأبيض بشكل جذري عن تلك التي تنشرها وكالة أنباء شينخوا الصينية الرسمية. فبينما يظهر الرئيس شي في الإعلام الصيني كقائد مهيب وحازم، أظهرته الصور الأمريكية في مواقف أكثر إنسانية وعفوية. من بين اللقطات البارزة:
- صور للرئيسين وهما يسيران معاً في حدائق العزبة، ويتبادلان الحديث والابتسامات.
- لقطات تُبرز لغة جسد أكثر انفتاحاً واسترخاءً من جانب الرئيس شي، وهو أمر نادر في ظهوره العلني.
- صور جماعية تظهر تفاعله مع أعضاء الوفدين في جو ودي.
تكمن أهمية هذه الصور في أنها تعكس استراتيجية دبلوماسية من جانب الولايات المتحدة، تهدف إلى إظهار أن الحوار المباشر والشخصي يمكن أن يتجاوز الخلافات السياسية العميقة. كما أنها تسلط الضوء على الفجوة الكبيرة بين كيفية تقديم الزعماء في الأنظمة الديمقراطية والأنظمة الشمولية. ففي حين أن الشفافية وإظهار الجانب الإنساني للقادة يُعتبر أمراً طبيعياً في الغرب، تفرض الصين رقابة صارمة على صورة زعيمها للحفاظ على هيبته وسلطته المطلقة.
الأهمية والتأثير
اعتبر محللون أن نشر هذه الصور من قبل البيت الأبيض يحمل رسائل متعددة. أولاً، هي رسالة موجهة للداخل الأمريكي ولحلفاء الولايات المتحدة، مفادها أن إدارة بايدن قادرة على إدارة علاقة معقدة مع الصين بشكل مسؤول، وأن الدبلوماسية لا تزال فعالة. ثانياً، هي رسالة رمزية قد تصل إلى الجمهور الصيني عبر قنوات غير رسمية، تقدم لهم لمحة نادرة عن زعيمهم خارج السياق الرسمي المفروض. على الرغم من أن هذه الصور لن تغير السياسات الجوهرية، إلا أنها تساهم في تشكيل السردية المحيطة بالعلاقات الثنائية، وتضيف طبقة من الدبلوماسية العامة إلى التفاعلات الرسمية. وقد أدت القمة بالفعل إلى نتائج ملموسة، مثل استئناف الاتصالات العسكرية بين البلدين وتعاونهما في مكافحة إنتاج وتوزيع مادة الفنتانيل، مما يعزز فكرة أن الحوار، المدعوم بمثل هذه اللفتات الرمزية، يمكن أن يحقق تقدماً.





