غزالة هاشمي تدخل التاريخ كأول مسلمة في مجلس شيوخ فرجينيا
في خطوة تاريخية للتمثيل السياسي في ولاية فرجينيا، فازت الديمقراطية غزالة هاشمي بمقعد في مجلس شيوخ الولاية خلال انتخابات نوفمبر 2019، لتصبح بذلك أول امرأة مسلمة أمريكية تخدم في هذا المجلس التشريعي. لم يكن فوزها مجرد إنجاز شخصي، بل كان جزءاً محورياً من تحول سياسي أوسع شهدته الولاية في ذلك العام.

الأهمية التاريخية والسياسية للفوز
تكمن أهمية انتخاب هاشمي في كونه علامة فارقة في تاريخ فرجينيا السياسي. بفوزها في الدائرة العاشرة، التي كانت سابقاً معقلاً للجمهوريين، تمكنت من إزاحة السيناتور الجمهوري الحالي، غلين ستيرتيفانت. كان هذا الفوز حاسماً في مساعدة الحزب الديمقراطي على تحقيق الأغلبية في مجلس شيوخ الولاية لأول مرة منذ أكثر من عقدين. إلى جانب السيطرة على مجلس النواب، منح هذا التحول الديمقراطيين السيطرة الكاملة على الهيئة التشريعية وحاكم الولاية، مما مهد الطريق لتمرير أجندة تشريعية تقدمية.
نبذة عن حياة غزالة هاشمي ومسيرتها المهنية
ولدت غزالة هاشمي في الهند وهاجرت إلى الولايات المتحدة مع عائلتها وهي في الرابعة من عمرها. نشأت في ولاية جورجيا وحصلت على الجنسية الأمريكية في سن المراهقة. قبل دخولها عالم السياسة، كرست هاشمي حياتها المهنية للتعليم لأكثر من عقدين. عملت كأستاذة جامعية ومديرة مؤسسة لمركز المشاركة المدنية في كلية مجتمع رينولدز، حيث ركزت على تمكين الطلاب وتشجيعهم على المشاركة في مجتمعاتهم، وهي خبرة ساهمت في تشكيل رؤيتها السياسية وبرنامجها الانتخابي.
محاور الحملة الانتخابية
بنت غزالة هاشمي حملتها الانتخابية على مجموعة من القضايا التي لاقت صدى لدى الناخبين في ضواحي ريتشموند. ركز برنامجها بشكل أساسي على أولويات تهم المجتمع المحلي، وكان من أبرزها:
- التعليم: الدعوة إلى زيادة تمويل المدارس الحكومية ورفع رواتب المعلمين.
- الرعاية الصحية: العمل على توسيع نطاق الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية بأسعار معقولة.
- سلامة المجتمع: دعم تشريعات تهدف إلى الحد من عنف الأسلحة النارية.
- البيئة: الالتزام بحماية الموارد الطبيعية للولاية ومواجهة التغير المناخي.
نجحت حملتها في حشد قاعدة متنوعة من الناخبين، مستفيدة من التغيرات الديموغرافية في دائرتها الانتخابية ورغبة الكثيرين في التغيير السياسي.
السياق الأوسع لانتخابات 2019
جاء فوز هاشمي في سياق ما عُرف بـ "الموجة الزرقاء" التي اجتاحت فرجينيا في انتخابات عام 2019. اعتُبرت هذه الانتخابات بمثابة استفتاء على السياسات الوطنية للحزب الجمهوري آنذاك، وأظهرت النتائج تحولاً كبيراً في التوجهات السياسية للولاية، خاصة في المناطق الضواحي التي كانت تميل تقليدياً للجمهوريين. إن انتخاب أول امرأة مسلمة لمجلس الشيوخ في فرجينيا لم يكن مجرد فوز ديمقراطي، بل كان أيضاً رسالة قوية حول التنوع والشمولية المتزايدة في المشهد السياسي الأمريكي.





