ترامب يربط خسارة الجمهوريين في انتخابات 2018 بنظام التصويت ويهدد بالصدام مع الديمقراطيين
في أعقاب انتخابات منتصف الولاية التي جرت في نوفمبر 2018، والتي أسفرت عن خسارة الحزب الجمهوري لسيطرته على مجلس النواب، قدم الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، تحليله للنتائج، حيث ألقى باللوم على عوامل متعددة وتعهد بالعمل على تغيير ما وصفها بـ"العيوب" في نظام التصويت الأمريكي.

خلفية انتخابات منتصف الولاية لعام 2018
شكلت انتخابات منتصف الولاية لعام 2018 أول اختبار انتخابي كبير لإدارة ترامب، واعتُبرت على نطاق واسع بمثابة استفتاء على العامين الأولين من رئاسته. شهدت الانتخابات إقبالاً تاريخياً، وتمكن الحزب الديمقراطي من تحقيق مكاسب كبيرة، حيث نجح في الفوز بالأغلبية في مجلس النواب للمرة الأولى منذ ثماني سنوات. في المقابل، عزز الجمهوريون أغلبيتهم الضئيلة في مجلس الشيوخ، مما خلق انقساماً في السيطرة على الكونغرس.
رد فعل ترامب على النتائج المنقسمة
في مؤتمر صحفي عُقد بالبيت الأبيض في اليوم التالي للانتخابات، سعى ترامب إلى تصوير النتائج على أنها "نجاح هائل"، مشيراً إلى فوز الجمهوريين في سباقات مجلس الشيوخ الرئيسية. ومع ذلك، اتسمت تصريحاته بنبرة تصادمية تجاه الديمقراطيين الذين سيسيطرون على مجلس النواب، متوعداً بإنهاء التعاون معهم إذا ما أطلقوا تحقيقات ضده أو ضد إدارته. كما ألقى باللوم في خسارة بعض المقاعد في مجلس النواب على المرشحين الجمهوريين الذين، بحسب قوله، "لم يتبنوا" سياساته وابتعدوا عنه خلال حملاتهم الانتخابية.
التشكيك في نزاهة العملية الانتخابية
مع استمرار فرز الأصوات في عدد من السباقات المتقاربة، خاصة في ولايتي فلوريدا وأريزونا، بدأ ترامب في التشكيك علناً في شرعية العملية الانتخابية. ودون تقديم أدلة ملموسة، أطلق سلسلة من الادعاءات حول وجود "تزوير" و"فساد" في عمليات فرز الأصوات، خاصة في المقاطعات التي تشهد تفوقاً للديمقراطيين.
- دعا إلى إيقاف فرز بطاقات الاقتراع التي وصلت بعد يوم الانتخابات، على الرغم من أن قوانين الولايات تسمح بذلك.
- زعم وجود مخالفات في عملية إعادة فرز الأصوات في سباقات مجلس الشيوخ والحكام في فلوريدا.
- تعهد بالعمل على إصلاحات انتخابية تهدف إلى تشديد الإجراءات، مثل فرض قوانين صارمة لإثبات هوية الناخبين، معتبراً أن النظام الحالي به "عيوب كثيرة".
كانت هذه التصريحات بمثابة بداية لنمط متكرر من التشكيك في الأنظمة الديمقراطية الأمريكية، وهو نهج بلغ ذروته خلال وبعد الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
ربط الخسارة بالإغلاق الحكومي المحتمل
في سياق متصل، ربط ترامب أداء الحزب الجمهوري بقضايا سياسية أخرى، وأبرزها معركته مع الكونغرس لتمويل بناء جدار على الحدود مع المكسيك. وهدد بإمكانية حدوث إغلاق حكومي إذا لم يوافق الديمقراطيون في مجلس النواب الجديد على تخصيص الأموال التي يطلبها. وقد مهد هذا الموقف الطريق للمواجهة السياسية التي أدت بالفعل إلى أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة في أواخر عام 2018 ومطلع عام 2019.
الأهمية والتداعيات
تكمن أهمية تصريحات ترامب بعد انتخابات 2018 في أنها كشفت عن استراتيجيته في التعامل مع النتائج الانتخابية غير المواتية. فبدلاً من الاعتراف الكامل بالهزيمة في مجلس النواب، اختار الجمع بين إعلان النصر الجزئي، وإلقاء اللوم على الآخرين، والطعن في أساس العملية الانتخابية. وقد شكلت هذه الأحداث سابقة للطريقة التي تعامل بها مع خسارته في الانتخابات الرئاسية بعد ذلك بعامين، ورسخت انقسامات سياسية عميقة حول الثقة في نزاهة الانتخابات الأمريكية.





