غزة: مقتل 65 فلسطينياً في غارات إسرائيلية بعد انهيار الهدنة
شهد قطاع غزة تجدداً واسعاً للعمليات العسكرية الإسرائيلية بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 65 فلسطينياً وإصابة العشرات بجروح خلال الساعات الأولى من استئناف القصف. وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن الغارات الجوية والمدفعية استهدفت مناطق متعددة في أنحاء القطاع، مما يعيد أجواء الحرب بشكل كامل ويفاقم الأزمة الإنسانية المتدهورة.

تفاصيل استئناف العمليات العسكرية
مع الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي استئناف عملياته القتالية في قطاع غزة، متهماً حركة حماس بخرق شروط الهدنة. وتبع الإعلان غارات جوية ومدفعية مكثفة استهدفت مناطق سكنية ومواقع متفرقة. تركز القصف بشكل كبير على جنوب القطاع، خاصة في مدينتي خان يونس ورفح، اللتين كانتا تعتبران ملاذات آمنة نسبياً للنازحين من شمال القطاع.
وأكدت مصادر طبية فلسطينية أن المستشفيات استقبلت عشرات القتلى والجرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء. وأظهرت المشاهد الواردة من القطاع دماراً هائلاً في المباني السكنية والبنية التحتية جراء الموجة الجديدة من الهجمات. كما أشارت التقارير إلى صعوبة بالغة تواجهها فرق الإنقاذ والإسعاف في الوصول إلى الضحايا تحت الأنقاض بسبب كثافة القصف وخطورة الأوضاع الميدانية.
خلفية انهيار الهدنة
يأتي هذا التصعيد عقب انهيار هدنة إنسانية استمرت لسبعة أيام، تم التوصل إليها بوساطة قطرية ومصرية وبدعم من الولايات المتحدة. كانت الهدنة قد دخلت حيز التنفيذ في 24 نوفمبر الماضي، ونصت على وقف شامل لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح عدد من المحتجزين في غزة والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى السماح بدخول كميات أكبر من المساعدات الإنسانية والوقود إلى القطاع.
شهدت فترة الهدنة تبادل عدة دفعات من المحتجزين والأسرى، لكن المفاوضات لتمديدها تعثرت في اللحظات الأخيرة. وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن انهيارها؛ حيث اتهمت إسرائيل حركة حماس بعدم الالتزام بتقديم قائمة جديدة من المحتجزين للإفراج عنهم وإطلاق قذيفة صاروخية من القطاع قبل انتهاء الموعد الرسمي للهدنة. في المقابل، حملت حماس إسرائيل المسؤولية لرفضها عروضاً لتبادل المزيد من المحتجزين والأسرى.
التداعيات الإنسانية الخطيرة
يزيد استئناف القتال من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، الذي يعاني سكانه البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة من أوضاع معيشية وصحية بالغة الصعوبة. حذرت منظمات إغاثية دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، من أن عودة الأعمال العدائية ستكون لها عواقب وخيمة على المدنيين الذين يعانون بالفعل من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء والوقود.
ومع استهداف مناطق في الجنوب، لم يعد هناك مكان آمن للنازحين الذين فروا من الشمال في بداية الحرب. وأصبحت الملاجئ والمستشفيات مكتظة بشكل يفوق قدرتها الاستيعابية، بينما تواجه الطواقم الطبية صعوبات جمة في التعامل مع الأعداد المتزايدة من المصابين في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.
ردود الفعل الدولية والإقليمية
أعربت العديد من الدول والمنظمات عن قلقها البالغ إزاء استئناف القتال. وحثت وزارة الخارجية القطرية، التي لعبت دوراً محورياً في الوساطة، الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات فوراً، معتبرة أن القصف يعقد جهود الوساطة. كما دعت مصر والأمم المتحدة إلى ضبط النفس والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار لحماية أرواح المدنيين. من جانبها، أكدت الولايات المتحدة على ضرورة أن تتخذ إسرائيل كافة الإجراءات الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين الفلسطينيين في عملياتها العسكرية.





