قضية الطالبة كارما: إحالة المتهمين بالاعتداء عليها إلى محكمة جنايات الطفل
في تطور قضائي بارز، قررت نيابة الطفل إحالة أربعة طلاب متهمين بالاعتداء الجسدي والتنمر على زميلتهم الطالبة كارما، داخل إحدى المدارس الدولية بالقاهرة الجديدة، إلى محكمة جنايات الطفل لبدء محاكمتهم. يأتي هذا القرار بعد استكمال التحقيقات في الواقعة التي أثارت اهتمامًا واسعًا في الرأي العام المصري خلال الأشهر القليلة الماضية، مسلطةً الضوء مجددًا على خطورة ظاهرة العنف المدرسي.

خلفية الحادث وتفاصيله
وقعت الحادثة في شهر أكتوبر من عام 2023، حيث تعرضت الطالبة كارما، البالغة من العمر 14 عامًا، لاعتداء عنيف من قبل أربعة من زملائها في فناء المدرسة. ووفقًا لتقارير إعلامية وتصريحات أسرة الضحية، بدأ الأمر بمشادة كلامية تطورت إلى اعتداء جسدي جماعي، مما أدى إلى إصابة الطالبة بإصابات بالغة. تضمنت الإصابات، بحسب التقرير الطبي المرفق بالتحقيقات، كسرًا في الأنف وارتجاجًا في المخ، بالإضافة إلى كدمات متفرقة في الوجه والجسد، وهو ما استدعى نقلها إلى المستشفى وإجراء تدخل جراحي عاجل.
مسار التحقيقات والإجراءات القانونية
عقب الحادث، تقدمت أسرة الطالبة كارما ببلاغ رسمي إلى قسم الشرطة، والذي أحاله بدوره إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق. استمعت نيابة الطفل إلى أقوال الطالبة المجني عليها وشهود العيان من الطلاب والمعلمين، كما واجهت المتهمين بالأدلة المتاحة. استند قرار الإحالة إلى مجموعة من الأدلة القوية، من بينها:
- التقارير الطبية الرسمية التي توثق طبيعة وحجم الإصابات التي لحقت بالطالبة.
- أقوال شهود العيان الذين أكدوا وقوع الاعتداء من قبل الطلاب المتهمين.
- تفاصيل التحقيقات التي كشفت عن وجود نية مبيتة للاعتداء، مما رفع مستوى التهمة من مشاجرة عادية إلى اعتداء جسيم.
وأشار ربيع الخلايلي، محامي الطالبة كارما، إلى أن القضية قُيدت برقم 2078، وأن إحالتها إلى محكمة جنايات الطفل، وليس محكمة الجنح، يعكس خطورة الجريمة المرتكبة والعقوبات المحتملة التي قد تواجه المتهمين وفقًا لقانون الطفل المصري، والذي يتعامل مع الجرائم الجسيمة التي يرتكبها الأحداث بشكل خاص.
ردود الفعل والأبعاد الاجتماعية
أشعلت القضية جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تعاطف الآلاف مع الطالبة كارما وأسرتها، مطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات رادعة لضمان سلامة الطلاب في المدارس. كما وجهت انتقادات لإدارة المدرسة بشأن دورها في توفير بيئة تعليمية آمنة، ومدى فاعلية سياساتها في مواجهة التنمر والعنف. من جانبها، فتحت وزارة التربية والتعليم تحقيقًا إداريًا في الواقعة للوقوف على أي تقصير من جانب المدرسة. تسلط هذه القضية الضوء على تحديات متزايدة تواجه المنظومة التعليمية، وتؤكد على الحاجة الملحة لتعزيز برامج التوعية النفسية والاجتماعية للحد من سلوكيات العنف بين الطلاب.
الأهمية والخطوات المستقبلية
تكتسب هذه القضية أهمية خاصة كونها تمثل اختبارًا لمدى فاعلية الإطار القانوني في التعامل مع جرائم العنف التي يرتكبها القُصّر، خاصة في القضايا التي تحظى باهتمام إعلامي وشعبي. ومع إحالة المتهمين للمحاكمة، تدخل القضية مرحلة جديدة من المتوقع أن تشهد جلسات قضائية يتم خلالها عرض الأدلة ومرافعات الدفاع والادعاء، وصولًا إلى إصدار حكم قضائي يحدد مصير المتهمين ويعيد الحق للطالبة الضحية، وقد يشكل سابقة هامة في قضايا التنمر المدرسي في مصر.





