قنا تستضيف أول مهرجان للحرف والفنون التراثية برعاية رئيس الوزراء
تستعد محافظة قنا لاستضافة الدورة الافتتاحية لأول مهرجان متخصص في الحرف والفنون التراثية، والذي يقام تحت رعاية كريمة من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء. يأتي هذا الحدث الثقافي البارز في الفترة من 5 إلى 8 نوفمبر الجاري، ويمثل خطوة مهمة ضمن الجهود الوطنية الرامية إلى إحياء التراث المصري الأصيل والحفاظ عليه، بالإضافة إلى دعم الحرفيين والفنانين التقليديين.

يعد هذا المهرجان الأول من نوعه الذي يُقام في محافظة قنا، وهو ما يضفي عليه أهمية خاصة كونه يسلط الضوء على الإرث الثقافي الغني للمحافظة ومصر بشكل عام. تؤكد رعاية رئيس الوزراء على الأولوية التي توليها الدولة لدعم القطاعات الإبداعية والتراثية، وإيمانها بدورها المحوري في التنمية المستدامة وتعزيز الهوية الوطنية.
الخلفية والأهداف
تأتي إقامة مهرجان قنا للحرف والفنون التراثية في سياق رؤية أوسع للدولة المصرية تهدف إلى تنشيط القطاع الثقافي والفني، والحفاظ على الموروثات الشعبية من الاندثار. فالحرف التراثية ليست مجرد منتجات يدوية، بل هي نتاج قرون من الخبرة والمعرفة المتوارثة، وتحمل قصصًا وحكايات تعكس تاريخ وحضارة الشعب المصري.
تهدف هذه المبادرة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، أبرزها:
- الحفاظ على التراث: صون الحرف والفنون التقليدية المهددة بالاندثار وتوثيقها للأجيال القادمة.
- دعم الحرفيين: توفير منصة لعرض وتسويق منتجات الحرفيين والفنانين، ومساعدتهم على تحقيق عائد اقتصادي مستدام.
- نقل الخبرات: تنظيم ورش عمل تدريبية لتعليم الشباب أصول الحرف اليدوية، لضمان استمرارية هذه الفنون.
- تعزيز الهوية الثقافية: إبراز القيمة الفنية والجمالية للحرف المصرية كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية.
- تنشيط السياحة: جذب الزوار المحليين والدوليين المهتمين بالثقافة والتراث، مما يساهم في تنشيط السياحة الثقافية في قنا.
- التبادل الثقافي: فتح آفاق للتعاون وتبادل الخبرات بين الحرفيين من مختلف المناطق وربما على المستوى الإقليمي مستقبلاً.
فعاليات المهرجان والمشاركون
من المتوقع أن يزخر المهرجان ببرنامج متنوع يجمع بين العرض والتفاعل والتعليم. سيشمل المهرجان معارض واسعة للحرف اليدوية والفنون التراثية، حيث سيتمكن الزوار من مشاهدة أعمال فريدة من نوعها، تشمل صناعات الخزف، والنسيج، والنقش على الخشب والمعادن، والتطريز، وصناعة السجاد اليدوي، وغيرها من الحرف التي تشتهر بها قنا ومختلف أنحاء مصر.
بالإضافة إلى المعارض، سيتم تنظيم ورش عمل حية، حيث يمكن للجمهور التفاعل مباشرة مع الحرفيين ومتابعة مراحل صناعة المنتجات التقليدية، وربما المشاركة في تجارب يدوية بسيطة. كما ستتضمن الفعاليات عروضًا للفنون الشعبية والموسيقى التراثية، التي تعكس الفولكلور المصري الأصيل، بالإضافة إلى ندوات ومحاضرات تثقيفية تسلط الضوء على تاريخ وأهمية هذه الحرف. يشارك في المهرجان عدد كبير من الحرفيين والفنانين من محافظة قنا ومحافظات أخرى، بالإضافة إلى ممثلين عن مؤسسات ثقافية وتعليمية معنية بالتراث.
الأهمية والتأثير
يمثل إطلاق هذا المهرجان نقطة تحول إيجابية لقنا وللحركة الثقافية في صعيد مصر. فهو لا يقتصر على كونه مجرد حدث احتفالي، بل هو مشروع تنموي متكامل يهدف إلى خلق فرص اقتصادية للحرفيين والأسر المنتجة، وتشجيع ريادة الأعمال في مجال الصناعات التراثية. من خلال توفير منصة للحرفيين لعرض وبيع منتجاتهم، يساهم المهرجان في تحسين مستواهم المعيشي والحفاظ على مهنهم من الاندثار.
على المدى الأطول، يمكن للمهرجان أن يعزز مكانة قنا كمركز ثقافي وتراثي مهم، ليس فقط على الخريطة المحلية بل والإقليمية. كما أنه يلعب دورًا في غرس قيم احترام التراث والتقدير للفن اليدوي لدى الأجيال الجديدة، ويشجع على اكتشاف المواهب الشابة في هذا المجال. يؤكد هذا الحدث التزام الحكومة المصرية بتعزيز قطاع الثقافة كركيزة أساسية للتنمية الشاملة، وتقديم الدعم اللازم للحفاظ على كنوز مصر الفنية والتراثية.





