قوى أوروبية رئيسية تقدم خطة سلام بديلة لأوكرانيا رداً على مقترح أمريكي
في خطوة دبلوماسية بارزة، كشفت مصادر أوروبية مؤخراً عن قيام قوى كبرى في القارة، تشمل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، بتقديم وثيقة مشتركة تمثل رؤيتهم لإنهاء الحرب في أوكرانيا. يأتي هذا المقترح كبديل لخطة سلام أمريكية تم تسريب تفاصيلها في وقت سابق، وأثارت جدلاً واسعاً وقلقاً في العواصم الأوروبية وكييف بسبب ما اعتُبر تنازلات محتملة على حساب سيادة أوكرانيا.

خلفية التطورات
تأتي هذه المبادرة الأوروبية في ظل تزايد الجهود الدبلوماسية لإيجاد مخرج للصراع المستمر منذ أكثر من عامين. فبعد تسريب مسودة خطة أمريكية، أفادت تقارير بأنها ركزت على تحقيق وقف إطلاق نار سريع قد يتضمن تجميد الصراع على خطوط التماس الحالية، وهو ما رفضته أوكرانيا مراراً باعتباره تكريساً للاحتلال الروسي. وقد أدى هذا التسريب إلى حالة من عدم الارتياح بين الحلفاء، مما دفع القوى الأوروبية الرئيسية إلى التحرك لتأكيد موقفها الموحد الداعم لسيادة أوكرانيا الكاملة.
مبادئ الخطة الأوروبية البديلة
على عكس النهج الذي نُسب للمقترح الأمريكي، ترتكز الوثيقة الأوروبية على مجموعة من المبادئ التي تتوافق بشكل كبير مع خطة السلام المكونة من عشر نقاط التي قدمها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وتتضمن المبادئ الأساسية للرؤية الأوروبية ما يلي:
- السيادة الكاملة: التأكيد على ضرورة احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دولياً عام 1991.
- انسحاب القوات الروسية: الدعوة إلى انسحاب كامل وغير مشروط لجميع القوات الروسية من كافة الأراضي الأوكرانية المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ودونباس.
- ضمانات أمنية: تقديم ضمانات أمنية قوية ومستدامة لأوكرانيا لمنع أي عدوان مستقبلي، وهو مطلب أساسي لكييف.
- المساءلة والعدالة: إنشاء آليات لمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وضمان تحقيق العدالة للضحايا.
الأهمية والدلالات
يعكس هذا التحرك الأوروبي رغبة متزايدة لدى القادة في أوروبا في أخذ زمام المبادرة في صياغة مستقبل أمن القارة، بدلاً من الاعتماد الكلي على المبادرات القادمة من واشنطن. كما يبعث برسالة واضحة إلى كل من موسكو وواشنطن بأن أي حل سلمي يجب أن يقوم على أساس القانون الدولي واحترام سيادة الدول، وليس على حساب المعتدى عليه. ويرى محللون أن هذه الخطوة تهدف إلى إعادة توحيد الموقف الغربي حول رؤية مشتركة للسلام، ومنع ظهور أي انقسامات قد تستغلها روسيا.
التداعيات وردود الفعل المتوقعة
من المتوقع أن ترحب أوكرانيا بشدة بالمقترح الأوروبي الذي يدعم مواقفها الأساسية. في المقابل، يبقى موقف الولايات المتحدة غير واضح، حيث سيتعين على إدارتها التفاعل مع هذه المبادرة التي تُعتبر تصحيحاً لمسار خطتها المسربة. أما روسيا، فمن المرجح أن ترفض المقترح الأوروبي، حيث تصر على الاعتراف بضمها للأراضي الأوكرانية كشرط مسبق لأي مفاوضات سلام جدية. وستكون الأسابيع المقبلة حاسمة لمعرفة مدى قدرة هذه المبادرة الأوروبية على حشد دعم دولي واسع وتشكيل أساس لمسار تفاوضي جديد.




