كلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة البترا تستضيف ملتقى خريجيها وتُسلّط الضوء على قصص نجاحهم
في وقت سابق من هذا الأسبوع، نظّمت كلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة البترا، بالتعاون مع عمادة شؤون الطلبة، ملتقى خريجيها السنوي، في خطوة تهدف إلى تعزيز الروابط بين الأجيال المختلفة من خريجي الكلية ومؤسستهم الأم. شهد الملتقى حضورًا لافتًا من خريجي دفعات متنوعة، بالإضافة إلى أعضاء الهيئة التدريسية الموقرين وعدد من الشخصيات الأكاديمية والمهنية البارزة، مما أضفى على الحدث أهمية خاصة وتنوعًا في الخبرات المطروحة. يأتي هذا الملتقى ليؤكد على الدور الحيوي الذي تلعبه الجامعة في متابعة مسيرة خريجيها والاحتفاء بإسهاماتهم في مختلف القطاعات التكنولوجية والاقتصادية.

أهداف الملتقى وأهميته الاستراتيجية
لم يكن تنظيم هذا الملتقى مجرد لقاء اجتماعي، بل كان يرتكز على مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تصب في مصلحة الخريجين والطلبة الحاليين والجامعة على حد سواء. فقد سعى المنظمون إلى:
- توطيد العلاقة: تعزيز أواصر التواصل والترابط بين خريجي الكلية بعضهم ببعض، وبينهم وبين جامعتهم الأم وأعضاء هيئة التدريس.
- تبادل الخبرات: توفير منصة حيوية لتبادل المعرفة والخبرات المهنية بين الخريجين في مختلف مراحل مسيرتهم المهنية، وخاصة مع الطلبة الحاليين الذين يستعدون لدخول سوق العمل.
- عرض قصص النجاح: تسليط الضوء على قصص النجاح الملهمة والإنجازات البارزة التي حققها خريجو الكلية في مجالات تكنولوجيا المعلومات المتنوعة، ليكونوا قدوة حسنة للطلبة الجدد.
- التطوير الأكاديمي: الحصول على تغذية راجعة قيّمة من الخريجين حول مدى ملاءمة البرامج الأكاديمية لاحتياجات سوق العمل المتغيرة، مما يسهم في تحديث وتطوير المناهج الدراسية باستمرار.
- بناء الشبكات المهنية: إتاحة الفرصة للخريجين لبناء وتوسيع شبكاتهم المهنية، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون وفرص العمل المستقبلية.
- خدمة المجتمع: تشجيع الخريجين على المساهمة في خدمة مجتمعهم ووطنهم من خلال توظيف مهاراتهم في مجالات تكنولوجيا المعلومات لدعم التنمية الشاملة.
ويُعد هذا الملتقى جزءًا لا يتجزأ من رؤية جامعة البترا الرامية إلى بناء مجتمع أكاديمي ومهني متكامل ومستدام، يعتز بخريجيه ويستفيد من خبراتهم المتراكمة لتعزيز مكانتها الريادية.
تفاصيل الفعاليات والمشاركين
شمل برنامج الملتقى مجموعة من الفعاليات المتنوعة التي صُممت لتحقيق أهدافه الطموحة. افتُتح الملتقى بكلمات ترحيبية من عميد كلية تكنولوجيا المعلومات وعدد من المسؤولين في الجامعة، شددوا فيها على أهمية دور الخريجين كـ"سفراء للجامعة" في سوق العمل. كما تضمنت الكلمات لمحة عن أبرز التطورات التي شهدتها الكلية والجامعة في الفترة الأخيرة، والتأكيد على التزام الجامعة بتقديم تعليم عالي الجودة يواكب أحدث المستجدات العالمية في قطاع التكنولوجيا.
من أبرز فقرات الملتقى كانت الجلسات النقاشية وورش العمل التي ركزت على موضوعات حيوية مثل الابتكار في الذكاء الاصطناعي، وتحديات الأمن السيبراني، وريادة الأعمال في المجال التقني. قدم هذه الجلسات خريجون بارزون يشغلون مناصب قيادية في شركات محلية وعالمية، وشاركوا بخبراتهم العملية ونصائحهم القيمة. كما أُتيحت الفرصة لعدد من الخريجين لعرض مشاريعهم الريادية والتقنية الناشئة، مما أثار اهتمام الحضور وشجع على تبادل الأفكار والخبرات.
وقد خصص الملتقى فقرة خاصة لتكريم عدد من الخريجين الذين حققوا إنجازات استثنائية في مسيرتهم المهنية أو الأكاديمية، والذين كان لهم أثر واضح في تطوير مجالاتهم. هذه اللفتة التكريمية هدفت إلى الاعتراف بجهودهم وتشجيع الأجيال الشابة على المثابرة والتميز. كما تخلل الملتقى فترات للتواصل والتعارف، حيث تبادل الحضور البطاقات التعريفية والأفكار، وشكلت هذه الفترات فرصة مثالية لبناء شبكات علاقات قوية.
خلفية ودور كلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة البترا
تُعد كلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة البترا من الكليات الرائدة في الأردن والمنطقة، وتلعب دورًا محوريًا في إعداد الكوادر المتخصصة والمؤهلة في مختلف فروع تكنولوجيا المعلومات. منذ تأسيسها، التزمت الكلية بتقديم برامج أكاديمية متطورة تلبي معايير الجودة العالمية وتتوافق مع متطلبات سوق العمل المتسارعة. تقدم الكلية تخصصات حيوية مثل علم الحاسوب، وهندسة البرمجيات، والأمن السيبراني، وأنظمة المعلومات الحاسوبية، وغيرها، مع التركيز على المنهجيات التعليمية التي تجمع بين الجانب النظري والتطبيق العملي.
تسعى الكلية باستمرار إلى تطوير بنيتها التحتية وتجهيز مختبراتها بأحدث التقنيات لضمان حصول الطلبة على بيئة تعليمية محفزة. كما تشجع الكلية البحث العلمي والابتكار، وتدعم مشاركة طلبتها وأساتذتها في المؤتمرات والمسابقات المحلية والدولية. هذا الالتزام بالجودة والتميز هو ما يمكّن خريجي الكلية من شغل مناصب رفيعة والمساهمة بفاعلية في الشركات التكنولوجية الكبرى، والمؤسسات الحكومية، وقطاع ريادة الأعمال.
ويعكس ملتقى الخريجين هذا سعي الكلية الدائم لمتابعة مسيرة نجاح أبنائها، وتأكيدًا على أن العلاقة بين الطالب وجامعته لا تنتهي بالتخرج، بل تتطور إلى شراكة مستمرة تهدف إلى الإثراء المتبادل وتعزيز مكانة الجامعة والخريجين في المشهد الوطني والعالمي.
التأثير المستقبلي والآفاق المتوقعة
من المتوقع أن يكون لملتقى الخريجين هذا تأثيرات إيجابية بعيدة المدى على كل من الخريجين، والطلبة الحاليين، والجامعة ككل. على مستوى الخريجين، سيعزز الملتقى من فرصهم في التواصل المهني وتبادل الفرص، وقد يفتح أبوابًا للتعاون في مشاريع مشتركة أو فرص وظيفية جديدة. كما أن تبادل الخبرات والمعرفة سيساهم في تحديث مهاراتهم والبقاء على اطلاع بأحدث التطورات في مجالهم المتغير باستمرار.
بالنسبة للطلبة الحاليين، فقد شكّل الملتقى مصدر إلهام وتحفيز كبيرين، حيث أتاحت لهم الفرصة للاستماع مباشرة إلى تجارب ناجحة من أرض الواقع، والحصول على نصائح قيمة حول كيفية الاستعداد لسوق العمل وبناء مسيرة مهنية مميزة. هذا التفاعل المباشر بين الأجيال يساعد في سد الفجوة بين التعليم الأكاديمي والاحتياجات الفعلية للقطاع الصناعي.
أما على صعيد الجامعة وكلية تكنولوجيا المعلومات، فيساهم الملتقى في تعزيز سمعة الكلية كمركز تعليمي وبحثي رائد، قادر على رفد السوق بكفاءات عالية. كما يدعم بناء شبكة قوية من السفراء والداعمين للجامعة، يمكن الاستفادة منهم في جهود التطوير الأكاديمي، وفي بناء شراكات مع القطاع الخاص والعام. ويأتي هذا الملتقى ليؤكد على الأهمية المتزايدة للعلاقات مع الخريجين كركيزة أساسية لنمو وتطور المؤسسات التعليمية في القرن الحادي والعشرين، وكمحرك رئيسي للابتكار والتنمية في قطاع تكنولوجيا المعلومات الواعد.




