لبنان يجدد مطالبته بوقف الهجمات الإسرائيلية خلال محادثات مع مبعوثة أمريكية
في ظل تصاعد التوترات على الحدود الجنوبية، جددت الحكومة اللبنانية، عبر مسؤولين رفيعي المستوى، دعوتها العاجلة لوقف فوري للهجمات العسكرية الإسرائيلية. جاء هذا المطلب خلال اجتماع دبلوماسي عُقد مؤخراً في بيروت مع مبعوثة أمريكية، في إطار الجهود الدولية المستمرة لاحتواء الصراع ومنع انزلاقه إلى حرب واسعة النطاق قد تعصف بالمنطقة بأكملها.

تفاصيل اللقاء والموقف اللبناني
أكد الجانب اللبناني، ممثلاً بشخصيات بارزة مثل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن الأولوية القصوى تكمن في حماية المدنيين ووقف ما وصفه بـ"الاعتداءات الإسرائيلية" المستمرة على الأراضي اللبنانية. وشدد المسؤولون على أن تحقيق الاستقرار يبدأ بوقف إطلاق النار، الأمر الذي يمهد الطريق أمام البحث في حلول دبلوماسية مستدامة. كما أعاد لبنان تأكيد التزامه بالقرارات الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للالتزام الكامل ببنوده ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية.
خلفية التوترات على الحدود
بدأت المواجهات الحالية على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية في 8 أكتوبر 2023، عقب اندلاع الحرب في قطاع غزة، حيث أعلن حزب الله بدء عملياته العسكرية دعماً للفصائل الفلسطينية. ومنذ ذلك الحين، تشهد المنطقة تبادلاً شبه يومي للقصف بين الحزب والجيش الإسرائيلي، مما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى من الجانبين، بينهم عدد كبير من المدنيين. كما تسبب التصعيد في نزوح عشرات الآلاف من السكان من القرى والبلدات الحدودية في كل من لبنان وإسرائيل، مما خلق أزمة إنسانية متفاقمة. ويعد هذا التصعيد الأخطر منذ حرب يوليو 2006، التي انتهت بصدور القرار 1701 الذي دعا إلى وقف الأعمال العدائية ونشر الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في الجنوب.
الجهود الدبلوماسية لتجنب الحرب
يأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من التحركات الدبلوماسية المكثفة التي تقودها الولايات المتحدة، إلى جانب دول أخرى مثل فرنسا، بهدف إيجاد مخرج للأزمة وتجنب حرب شاملة. تركز هذه الجهود على تحقيق تفاهمات تضمن تطبيق القرار 1701 بشكل كامل، بما في ذلك معالجة النقاط الخلافية المتعلقة بالحدود البرية وانسحاب القوات إلى شمال نهر الليطاني. يقوم المبعوثون الدوليون، مثل المبعوث الأمريكي آموس هوكستين، بجولات مكوكية بين بيروت وتل أبيب لنقل الرسائل وبناء جسور للتوصل إلى تسوية سياسية. ومع ذلك، يربط لبنان أي مفاوضات جدية بوقف شامل لإطلاق النار أولاً.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تكمن أهمية هذه المحادثات في كونها تمثل بارقة أمل لتجنب سيناريو كارثي. فاندلاع حرب شاملة لن يقتصر تأثيرها المدمر على لبنان، الذي يعاني أصلاً من انهيار اقتصادي غير مسبوق وشلل سياسي، بل سيمتد ليشمل إسرائيل والمنطقة بأسرها. إن فتح جبهة شمالية واسعة سيشكل تحدياً عسكرياً واقتصادياً هائلاً لإسرائيل، بينما قد يجر أطرافاً إقليمية أخرى إلى الصراع. لذلك، يراقب المجتمع الدولي بقلق بالغ تطورات الموقف، مدركاً أن الفشل في التوصل إلى حل دبلوماسي قد تكون له عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي والعالمي.





