لقطات مصورة تظهر ترامب في حالة غفو خلال جلسة محاكمة
خلال الفترة التي شهدت جلسات محاكمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في نيويورك، وتحديداً محاكمة «أموال الصمت» التي بدأت في أبريل 2024 واستمرت لأسابيع، توالت التقارير الصحفية التي أشارت إلى ملاحظة ترامب وهو يبدو في حالة غفو أو إرهاق داخل قاعة المحكمة. هذه الملاحظات، التي رصدها صحفيون ومراقبون حضروا الجلسات، سرعان ما انتشرت عبر وسائل الإعلام وأثارت جدلاً واسعاً حول صحة المرشح الرئاسي وقدرته على تحمل ضغوط الحملة الانتخابية والمهام الرئاسية المحتملة.
تفاصيل الملاحظات الصحفية
تعددت الروايات الصحفية التي وصفت حالة ترامب خلال جلسات المحاكمة الطويلة والمضنية. وأشار العديد من المراسلين الذين سمح لهم بالتواجد داخل قاعة المحكمة إلى:
- إغماض عينيه: حيث لوحظ أن ترامب كان يغمض عينيه لفترات طويلة، أحياناً يصل مدتها إلى عدة دقائق متواصلة.
- تدلي رأسه: وصف البعض رأسه وهو يميل إلى الأمام أو جانبياً، في وضعية توحي بالنوم العميق، قبل أن يستيقظ فجأة أو يصحح جلسته.
- عدم الانتباه: في بعض الأحيان، بدا ترامب وكأنه غير منتبه لما يدور من شهادات أو مرافعات، مما دفع البعض للاعتقاد بأنه كان نائماً.
- تكرار الحادثة: لم تكن هذه مجرد حادثة منعزلة، بل تكررت الملاحظات على مدى أيام وجلسات مختلفة من المحاكمة، ما جعلها مادة دسمة للتغطية الإعلامية.
وقد تم تداول لقطات مصورة وشهادات من داخل القاعة، وإن لم تكن الكاميرات مسموح بها داخل القاعة نفسها، إلا أن الصحفيين نقلوا هذه المشاهد شفوياً، مما خلق صورة ذهنية واضحة لدى الجمهور. تم تفسير هذه المشاهد بطرق مختلفة، من كونها مجرد إرهاق طبيعي نظراً لطول الجلسات، إلى دلالة على تدهور محتمل في حالته الصحية أو قلة يقظته.
السياق والخلفية القانونية
تأتي هذه الملاحظات في خضم واحدة من أهم الفترات القضائية في حياة دونالد ترامب، الذي يواجه عدة قضايا جنائية ومدنية. محاكمة «أموال الصمت» في نيويورك كانت أول محاكمة جنائية لرئيس أمريكي سابق، وتركزت حول مزاعم دفع أموال لإسكات ممثلة أفلام إباحية قبل انتخابات 2016. كانت الجلسات تستغرق ساعات طويلة يومياً، من الاثنين إلى الجمعة، مما فرض ضغطاً كبيراً على ترامب وحرمه من كثير من الوقت المخصص لحملته الانتخابية.
يمثل هذا الوضع سياقاً مهماً لفهم سبب ظهور ترامب بهذا الشكل. فالرجل، الذي يبلغ من العمر 77 عاماً، أمضى أسابيع في قاعة المحكمة بدلاً من قضاء الوقت في التجمعات الانتخابية. أضافت طبيعة الشهادات المطولة والمعقدة، والتي غالباً ما تكون مملة، إلى احتمالية الشعور بالنعاس، خاصة مع الروتين الجديد الذي فرضته المحاكمة على جدول أعماله المزدحم.
الأهمية والتداعيات
تكتسب هذه الملاحظات أهمية خاصة نظراً لكون ترامب مرشحاً رئاسياً بارزاً في انتخابات 2024. فمسألة لياقة وصحة المرشحين الرئاسيين هي دائماً موضوع اهتمام عام ونقاش سياسي حاد. وتبرز تداعيات ظهور ترامب في حالة غفو في عدة جوانب:
- التأثير على الصورة العامة: يمكن أن تؤثر هذه الملاحظات سلباً على صورته كقائد قوي ونشيط، وهو الدور الذي يحرص على تقديمه دائماً.
- الجدل حول اللياقة البدنية والعقلية: تثير هذه الحوادث تساؤلات حول قدرته على تحمل الضغوط الجسدية والعقلية للمنصب الرئاسي، خاصة في ظل سنه المتقدم.
- الاستغلال السياسي: استغلها خصوم ترامب السياسيون، وخاصة حملة الرئيس الحالي جو بايدن، للسخرية منه وتوجيه اتهامات مماثلة بتراجع قدراته، وهو ما يفعله ترامب غالباً مع بايدن.
- مقارنات مع بايدن: تأتي هذه الحوادث في وقت يوجه فيه ترامب انتقادات حادة للياقة بايدن وعمره، مما يجعل ظهوره في حالة غفو مادة للمقارنات الساخرة.
ردود الفعل
تنوعت ردود الفعل على التقارير التي تتحدث عن غفو ترامب في المحكمة. من جهة، سارع النقاد والمعارضون السياسيون لاستغلال هذه الفرصة لتسليط الضوء على عمر ترامب وصحته، مشيرين إلى تناقض ذلك مع هجومه المتكرر على لياقة بايدن.
أما من جانب حملة ترامب ومؤيديه، فقد حاولوا التقليل من شأن هذه التقارير، حيث وصفوها بأنها مجرد إرهاق طبيعي أو حتى زعموا أنه كان يفكر بعمق ويستمع باهتمام، وأن إغماض عينيه كان دلالة على التركيز الشديد. وقد رد بعض المدافعين عن ترامب بأن الجلسات كانت مملة عمداً من قبل الادعاء، وأن أي شخص قد يشعر بالنعاس في مثل هذا الوضع. ومع ذلك، بقيت هذه الملاحظات نقطة نقاش رئيسية في التغطية الإعلامية للمحاكمة.





