«ليكن عام 2026 ثورة على الفساد والظالمين».. تجدد المشادة الكلامية بين علاء مبارك ومصطفى بكري
شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا جديدًا في السجال اللفظي بين علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، والإعلامي البارز مصطفى بكري، وذلك عبر منصة «إكس» (تويتر سابقًا). تجددت المشادة على خلفية دعوة أطلقها مبارك بأن يكون عام 2026 "عام الثورة على الفساد والظالمين"، مما أثار ردود فعل متباينة وتجدد المواجهة الإعلامية بين الشخصيتين المعروفتين بتاريخ من الخلافات.

تفاصيل الخلاف الأخير
بدأت الشرارة الأخيرة عندما نشر علاء مبارك تغريدة على حسابه الشخصي حملت رسالة واضحة ودعوة قوية: "ليكن عام 2026 الثورة على الفساد والظالمين". هذه العبارة، التي تشير إلى ضرورة التغيير ومواجهة القضايا العميقة المتعلقة بالفساد والظلم، سرعان ما جذبت الانتباه وأثارت تساؤلات حول توقيتها ودلالاتها.
في أعقاب تغريدة مبارك، جاء رد مصطفى بكري، وإن لم يكن مباشرًا بالضرورة في كل جوانبه، إلا أنه سرعان ما تطور إلى تبادل اتهامات وتساؤلات حول نوايا كل طرف وموقفه من قضايا الإصلاح ومكافحة الفساد. تخللت هذه المشادة رسائل متبادلة على نفس المنصة، استخدم فيها كل طرف لغته المعتادة للدفاع عن مواقفه وتوجيه الانتقادات للآخر، مما عكس استمرارية التوتر بينهما.
سياق العلاقة بين الشخصيتين
يُعد علاء مبارك شخصية عامة نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي منذ سنوات، حيث يستخدم منصاته للتعبير عن آرائه في الشأن العام، والدفاع عن إرث والده الرئيس الراحل حسني مبارك، وتوجيه انتقادات مبطنة أو صريحة لبعض السياسات أو الشخصيات. تصريحاته غالبًا ما تجد صدى لدى شريحة من الجمهور وتثير نقاشًا واسعًا، لا سيما عندما تتطرق لمواضيع حساسة مثل الفساد والحكم.
من جانبه، مصطفى بكري صحفي وإعلامي مخضرم وعضو سابق في مجلس النواب، معروف بمواقفه الداعمة للدولة والمؤيدة للقيادة الحالية. يتميز بأسلوبه الجريء والمباشر في الإعلام، وغالبًا ما يتصدر المشهد في الدفاع عن الرواية الرسمية ومهاجمة من يعتبرهم معارضين أو مشككين. لديه تاريخ طويل من الانخراط في سجالات إعلامية مع شخصيات مختلفة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتقابل فيها مبارك وبكري في حلبة الجدل العلني. فقد شهدت السنوات الماضية عدة جولات من المشادات الكلامية بينهما، غالبًا ما تدور حول تقييم حقبة حكم الرئيس الأسبق، أو الأوضاع الاقتصادية والسياسية الراهنة، أو قضايا الفساد والشفافية. هذه الخلافات المتكررة تؤكد على وجود تباين جوهري في وجهات النظر حول قضايا وطنية محورية.
دلالات التلاسن العلني
تكتسب هذه المشادة أهمية خاصة لأنها تعكس جزءًا من الحوار العام الدائر في مصر حول قضايا محورية مثل الفساد والإصلاح والمساءلة. دعوة علاء مبارك لـ "ثورة" في عام 2026، بغض النظر عن تفسيرها الحرفي أو الرمزي، تلامس حساسية هذه القضايا وتبرز المطالب المستمرة بتحسين الأوضاع ومحاربة المظالم.
كما تُظهر هذه الحادثة الدور المتزايد لمنصات التواصل الاجتماعي، مثل «إكس»، كساحات رئيسية للنقاش العام وتبادل الاتهامات بين الشخصيات المؤثرة. فبدلاً من القنوات الإعلامية التقليدية، أصبحت هذه المنصات تتيح تفاعلاً مباشرًا وسريعًا يكسر الحواجز، ولكنه قد يزيد أيضًا من حدة التوتر ويجعل السجالات أكثر وضوحًا للجمهور.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استمرار هذا النوع من التلاسن بين شخصيات لها وزنها العام يسلط الضوء على استمرار الانقسامات في الرأي العام المصري، لا سيما فيما يتعلق بتقييم الماضي وتطلعات المستقبل، وكيفية التعامل مع قضايا مثل الفساد التي تظل في صميم اهتمامات المواطنين. هذه السجالات، وإن بدت شخصية، غالبًا ما تكون مرآة لخلافات أعمق حول المسار السياسي والاجتماعي للدولة.
في الختام، يبرز تجدد الاشتباك اللفظي بين علاء مبارك ومصطفى بكري حول دعوة لمواجهة الفساد في عام 2026، الأهمية المستمرة لهذه القضايا في المشهد المصري، ويؤكد على أن الحوار حولها ما زال حيويًا ومركزيًا، حتى لو اتخذ أحيانًا طابع المشاحنات الشخصية عبر منصات التواصل الاجتماعي.





