محافظ الشرقية يتفقد سير العمل بالمركز التكنولوجي ويشدد على جودة الخدمات الرقمية
في خطوة تعكس التزام الدولة بتعزيز التحول الرقمي وتسهيل الخدمات على المواطنين، أجرى الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، زيارة تفقدية شاملة للمركز التكنولوجي لخدمة المواطنين بمدينة كفر صقر مؤخرًا. تأتي هذه الزيارة في إطار المتابعة الدورية والمستمرة للمحافظ لسير العمل داخل الوحدات المحلية والإدارات الحكومية، بهدف التأكد من انتظام الخدمات المقدمة وكفاءتها، خاصة تلك التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لتلبية احتياجات الجمهور.
وخلال جولته التفقدية، استمع المحافظ إلى شرح مفصل حول آليات العمل بالمركز، الذي يمثل ركيزة أساسية في تقديم الخدمات الحكومية بطريقة مبسطة وشفافة. كما حرص على التحدث مع عدد من المواطنين المترددين على المركز للاطلاع على تجربتهم بشكل مباشر، والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم حول مستوى الخدمات المقدمة وسرعة إنجازها. وقد أكد الدكتور غراب على أهمية الدور الذي تلعبه هذه المراكز في تحقيق الرضا المجتمعي وتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، مشددًا على ضرورة الاستمرار في تطوير الخدمات وتوسيع نطاقها.
خلفية وأهمية المراكز التكنولوجية
تُعد المراكز التكنولوجية لخدمة المواطنين أحد الأعمدة الرئيسية في استراتيجية الدولة المصرية للتحول الرقمي، والتي تهدف إلى رقمنة الخدمات الحكومية وتبسيط الإجراءات الإدارية. وقد بدأ تفعيل هذه المراكز في مختلف المحافظات والمدن استجابة لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة تطوير الجهاز الإداري للدولة ورفع كفاءته. وتكمن أهميتها في عدة جوانب:
- تسهيل الوصول للخدمات: توفر هذه المراكز واجهة موحدة للمواطنين للحصول على مجموعة واسعة من الخدمات دون الحاجة للتنقل بين إدارات وهيئات متعددة.
- تعزيز الشفافية والنزاهة: يساهم نظام الشباك الواحد في تقليل الاحتكاك المباشر بين مقدم الخدمة والمواطن، مما يحد من فرص الفساد ويعزز مبادئ الشفافية والنزاهة.
- سرعة الإنجاز: بفضل استخدام الأنظمة المميكنة، يمكن إنجاز المعاملات بشكل أسرع وأكثر دقة، مما يوفر الوقت والجهد على المواطنين.
- دعم التنمية المستدامة: تساهم هذه المراكز في بناء حكومة رقمية حديثة، تدعم أهداف التنمية المستدامة للدولة وتوجهاتها نحو مجتمع رقمي شامل.
تُقدم المراكز التكنولوجية عادةً خدمات متنوعة تشمل تراخيص البناء، ورخص المحلات، وطلبات التصالح في مخالفات البناء، بالإضافة إلى خدمات أخرى تتعلق بالشؤون العقارية والبيئة وخدمات السجل المدني والاستفسارات العامة.
تفاصيل الزيارة وتوجيهات المحافظ
خلال تفقده للمركز التكنولوجي بكفر صقر، لاحظ المحافظ التزام العاملين بتقديم الخدمات عبر 9 شبابيك مخصصة، تعمل جميعها بنظام الشباك الموحد. وقد وجه المحافظ بضرورة:
- الالتزام الكامل باللوائح والقوانين المنظمة لعمل المراكز التكنولوجية.
- سرعة ودقة إنجاز معاملات المواطنين دون تأخير أو تعقيد.
- توفير بيئة عمل ملائمة للموظفين والمواطنين على حد سواء.
- التدريب المستمر للعاملين على أحدث التقنيات وأساليب خدمة العملاء لضمان تقديم خدمة احترافية.
- متابعة الشكاوى والاقتراحات الواردة من المواطنين بجدية والعمل على حلها فورًا.
- الصيانة الدورية للأجهزة والمعدات لضمان استمرارية العمل وعدم تعطل الخدمات.
كما شدد المحافظ على ضرورة تفعيل دور المتابعة الداخلية للمركز لضمان استمرارية جودة الأداء، والتأكد من حصول المواطن على الخدمة المطلوبة بسلاسة تامة، بما يعكس حرص المحافظة على تقديم أفضل المستويات الخدمية.
لماذا تكتسب هذه المتابعة أهمية؟
تكتسب زيارة محافظ الشرقية للمركز التكنولوجي أهمية بالغة لعدة أسباب جوهرية. فمن ناحية، تؤكد هذه الزيارات على التزام القيادة التنفيذية بضمان كفاءة وشفافية الخدمات الحكومية، وتُعد رسالة واضحة للمواطنين بأن صوتهم مسموع وأن احتياجاتهم تحظى بالاهتمام. ومن ناحية أخرى، تُمثل هذه المتابعات حافزًا للموظفين لتقديم أفضل ما لديهم، وتساهم في تحديد أي تحديات أو عوائق قد تواجه سير العمل على أرض الواقع، مما يتيح فرصًا للتدخل السريع وإيجاد الحلول المناسبة.
كما تُساهم هذه المتابعات في تعزيز ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة وقدرتها على التكيف مع التطورات التكنولوجية لتقديم خدمات عصرية وميسرة، وتُظهر جدية المحافظة في تطبيق خطط الدولة للتحول الرقمي وتحقيق التنمية الشاملة التي تضع المواطن في صميم أولوياتها.
آفاق مستقبلية
تتطلع محافظة الشرقية، بالتعاون مع الجهات المركزية، إلى مواصلة تطوير وتعميم تجربة المراكز التكنولوجية على نطاق أوسع، بما في ذلك إدخال المزيد من الخدمات الرقمية الجديدة وتحديث البنية التحتية التكنولوجية. يمثل هذا التوجه استثمارًا في مستقبل الإدارة المحلية، وخطوة نحو بناء بيئة حكومية أكثر كفاءة وشفافية واستجابة لاحتياجات المواطنين في جميع أنحاء المحافظة، مما يدعم رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة والتحول إلى مجتمع رقمي بالكامل.





