محافظة القاهرة تنفي خطط إغلاق الطرق استعداداً لافتتاح المتحف المصري الكبير
أصدرت محافظة القاهرة توضيحاً رسمياً لمعالجة المخاوف المتداولة بين المواطنين بشأن احتمالية تنفيذ إغلاقات مرورية واسعة النطاق بالتزامن مع الافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير. وأكدت السلطات عدم وجود أي خطط لفرض قيود على حركة المرور في شوارع العاصمة خلال هذا الحدث التاريخي، بهدف ضمان عدم تأثر الحياة اليومية للسكان وتسهيل متابعتهم للاحتفالات.

التصريحات الرسمية وتفاصيل الخطة
جاء النفي على لسان الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، الذي صرّح بأن التوجيهات تهدف إلى أن يكون يوم الافتتاح مناسبة للاحتفال وليس مصدراً للإزعاج. وأوضح أن هذا اليوم سيُعامل كيوم عطلة، مما يتيح للمواطنين فرصة مشاهدة الحدث العالمي عبر شاشات التلفزيون دون الحاجة إلى التنقل أو القلق بشأن الازدحام المروري. وشدد على أن الهدف الأساسي هو تمكين الجميع من الاستمتاع بالافتتاح دون "تضييق" أو "خناق على الطرق"، في رسالة تهدف إلى طمأنة سكان القاهرة الكبرى.
خلفية المخاوف: سابقة موكب المومياوات الملكية
تنبع التكهنات والمخاوف الشعبية بشكل أساسي من التجربة السابقة لحدث وطني ضخم آخر، وهو موكب المومياوات الملكية الذهبية الذي أُقيم في أبريل 2021. تطلب هذا الموكب، الذي شهد نقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، إجراءات لوجستية وأمنية استثنائية. وقد شملت هذه الإجراءات إغلاقاً كاملاً ومؤقتاً للعديد من الشرايين المرورية الحيوية في قلب القاهرة، بما في ذلك ميدان التحرير وأجزاء من كورنيش النيل، لعدة ساعات لتأمين مسار الموكب. على الرغم من النجاح الباهر الذي حققه الحدث عالمياً، إلا أنه تسبب في تعطيل كبير لحركة المرور، مما ترك انطباعاً لدى الجمهور بأن أي حدث وطني بهذا الحجم، مثل افتتاح المتحف الكبير، سيستلزم بالضرورة إجراءات مماثلة.
أهمية المتحف المصري الكبير
يُعد افتتاح المتحف المصري الكبير، الواقع على هضبة الأهرامات في الجيزة، أحد أهم الأحداث الثقافية والسياحية على مستوى العالم في السنوات الأخيرة. تم تصميم المتحف ليكون أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، ومن المقرر أن يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، بما في ذلك عرض مجموعة كنوز الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة. ويمثل هذا المشروع حجر الزاوية في استراتيجية مصر لتعزيز قطاع السياحة، ومن المتوقع أن يكون حفل افتتاحه حدثاً عالمياً يحضره قادة وشخصيات بارزة من جميع أنحاء العالم، مما يفسر حجم الاهتمام الرسمي والشعبي بالتفاصيل اللوجستية المحيطة به.
التنسيق بين القاهرة والجيزة
على الرغم من أن المتحف يقع إدارياً ضمن نطاق محافظة الجيزة، إلا أن تصريحات المسؤولين في محافظة القاهرة تحمل أهمية بالغة نظراً للتداخل الجغرافي والاعتماد المتبادل بين المحافظتين في شبكة الطرق. فالعديد من الطرق الرئيسية التي تربط أنحاء القاهرة الكبرى وتؤدي إلى منطقة الأهرامات تقع ضمن حدود القاهرة. لذلك، يأتي هذا التوضيح ليؤكد وجود تنسيق عالي المستوى بين الجهات المعنية لضمان انسيابية الحركة المرورية في المنطقة بأكملها، وليس فقط في محيط المتحف. تشير هذه الرسالة إلى أن السلطات تضع راحة المواطنين كأولوية، مع العمل على تنظيم حفل افتتاح يليق بأهمية الحدث دون التأثير سلباً على سكان الإقليم.





