مصادر في المعارضة السورية تحدد موعد زيارة وفد برئاسة الشرع إلى واشنطن
كشفت مصادر مطلعة داخل المعارضة السورية مؤخراً عن تحديد موعد لزيارة رسمية مرتقبة يقوم بها وفد من الحكومة السورية المؤقتة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن. ويترأس الوفد، بحسب التصريحات المنسوبة للمسؤول في المعارضة عبد المجيد الشيباني، السيد هيثم الشرع، رئيس هيئة الشؤون الاقتصادية في الحكومة المؤقتة. وتأتي هذه الزيارة في توقيت حساس، حيث تسعى المعارضة السورية لتعزيز موقفها الدبلوماسي وتأكيد دورها كبديل سياسي في ظل التحديات التي تواجه الملف السوري على الساحة الدولية.

تفاصيل الزيارة المرتقبة وأهدافها
من المقرر أن تنطلق الزيارة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وستشمل سلسلة من اللقاءات الهامة مع مسؤولين في الإدارة الأمريكية وأعضاء في الكونغرس بمجلسيه، بالإضافة إلى اجتماعات مع مراكز أبحاث ومنظمات مؤثرة في صنع القرار الأمريكي. تهدف الزيارة بشكل أساسي إلى إعادة تنشيط قنوات التواصل المباشر مع واشنطن وتوضيح رؤية المعارضة للمرحلة المقبلة من الصراع السوري.
يتركز جدول أعمال الوفد على عدة محاور استراتيجية، من أبرزها:
- مناقشة سبل الدفع بالحل السياسي في سوريا استناداً إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2254، والذي يدعو إلى انتقال سياسي شامل.
- التأكيد على ضرورة استمرار الضغط الاقتصادي والدبلوماسي على حكومة دمشق، ورفض أي محاولات لتطبيع العلاقات معها قبل تحقيق تقدم حقيقي في العملية السياسية.
- بحث آليات تعزيز الدعم الإنساني والاقتصادي للمناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال سوريا، والتي تعاني من أوضاع معيشية صعبة.
- عرض رؤية الحكومة المؤقتة لإدارة المناطق المحررة وتحسين الخدمات المقدمة للمدنيين، وتقديمها كنموذج إداري مستقر وفعال.
أهمية الزيارة في السياق الحالي
تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة بالنظر إلى المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة بالملف السوري. فهي تأتي في وقت تتزايد فيه محاولات بعض الدول العربية لإعادة العلاقات مع دمشق، وهو ما تعتبره المعارضة السورية تقويضاً للجهود الدولية الرامية إلى محاسبة النظام وتحقيق العدالة. ومن هذا المنطلق، يسعى وفد المعارضة إلى حشد الدعم الأمريكي للحفاظ على سياسة العزل المفروضة على النظام السوري، وتفعيل أدوات الضغط مثل قانون قيصر لضمان عدم تعويم النظام سياسياً واقتصادياً.
كما تمثل الزيارة فرصة للمعارضة لتفنيد السرديات التي تروج لانتهاء الصراع وعودة الاستقرار، والتأكيد على أن الأزمة السورية لا تزال بعيدة عن الحل وأن أي تسوية لا تلبي تطلعات الشعب السوري بالحرية والكرامة ستكون محكومة بالفشل.
خلفية عن الحكومة السورية المؤقتة
تُعد الحكومة السورية المؤقتة الذراع التنفيذي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وقد تأسست في عام 2013 بهدف إدارة شؤون المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة. تتولى الحكومة تقديم الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وبنية تحتية في مناطق شمال غرب سوريا، وتعمل من خلال وزارات وهيئات متخصصة. ويُعتبر هيثم الشرع، الذي يترأس الوفد، شخصية اقتصادية بارزة داخل هياكل المعارضة، مما يعكس التركيز على الملفين الاقتصادي والإداري خلال المباحثات في واشنطن.
الموقف الأمريكي والتوقعات
تواصل الإدارة الأمريكية التأكيد على موقفها الثابت من الأزمة السورية، والذي يتمحور حول دعم الحل السياسي وفقاً للقرارات الأممية ورفض التطبيع مع حكومة بشار الأسد. ويُنظر إلى استقبال وفد من المعارضة على هذا المستوى على أنه رسالة واضحة تؤكد استمرار الالتزام الأمريكي بدعم المعارضة المعتدلة كجزء أساسي من أي حل مستقبلي. ويتوقع المراقبون أن تسفر الزيارة عن تجديد الدعم السياسي الأمريكي للمعارضة، وربما التعهد بزيادة المساعدات الإنسانية الموجهة للشعب السوري في المناطق المحررة.





