مصدر يكشف الموعد المرتقب لافتتاح المرحلة الأولى من مونوريل شرق النيل
أفادت مصادر مطلعة بالهيئة القومية للأنفاق مؤخراً بأن التشغيل الفعلي للمرحلة الأولى من مشروع مونوريل شرق النيل (العاصمة الإدارية الجديدة) من المخطط أن يبدأ خلال الربع الأخير من عام 2024. يأتي هذا الإعلان في ظل تسارع وتيرة العمل بالمشروع الذي يُعد أحد أهم مشاريع النقل الجماعي الحديثة في مصر، ويمثل نقلة نوعية في ربط القاهرة الكبرى بالمجتمعات العمرانية الجديدة.

نظرة عامة على مشروع المونوريل
يُعد مشروع المونوريل في القاهرة أحد الحلول المستدامة التي تتبناها الدولة المصرية لمواجهة الازدحام المروري وتحسين خدمات النقل العام. يتكون المشروع من خطين رئيسيين: خط شرق النيل الذي يربط مدينة نصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، وخط غرب النيل الذي سيربط مدينة السادس من أكتوبر بمنطقة المهندسين. ويتم تنفيذ المشروع من خلال تحالف يضم شركات عالمية ومحلية كبرى، أبرزها شركة ألستوم الفرنسية وشركتي أوراسكوم للإنشاءات والمقاولون العرب.
يهدف المشروع إلى توفير وسيلة نقل جماعي آمنة وسريعة وصديقة للبيئة، حيث تعمل قطارات المونوريل بالكهرباء وتتميز بأنها تسير على مسارات علوية منفصلة تمامًا عن حركة المرور السطحية، مما يضمن انتظام مواعيدها وتجنبها للاختناقات المرورية.
تفاصيل المرحلة الأولى ومستجدات التنفيذ
يمتد خط مونوريل شرق النيل بالكامل لمسافة تصل إلى حوالي 56.5 كيلومترًا، ويشتمل على 22 محطة. تبدأ المرحلة الأولى، التي اقتربت من الانتهاء، من محطة المشير طنطاوي وتصل إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وتعتبر هذه المرحلة هي الأهم حاليًا لخدمة الموظفين المنتقلين للعمل في العاصمة الجديدة والمقيمين في المدن الواقعة على مسار الخط.
يمر المسار الكامل للخط بمحطات حيوية تبدأ من محطة الاستاد بمدينة نصر، حيث يتقاطع مع الخط الثالث لمترو الأنفاق، ويمر بشوارع رئيسية مثل شارع التسعين في التجمع الخامس، وصولًا إلى قلب العاصمة الإدارية الجديدة عند محطة مدينة العدالة. وقد شهدت الأشهر القليلة الماضية إجراء اختبارات تشغيل تجريبية مكثفة على قطارات المونوريل للتأكد من كفاءة الأنظمة وسلامتها قبل إطلاق الخدمة للجمهور.
الأهمية الاستراتيجية والتأثير المتوقع
يحمل تشغيل مونوريل شرق النيل أهمية استراتيجية كبرى لمصر، حيث يتوقع أن يُحدث تأثيرًا إيجابيًا على عدة مستويات:
- تسهيل الحركة: سيساهم الخط في تقليل زمن الرحلة بين القاهرة والعاصمة الإدارية إلى ما يقارب 60 دقيقة فقط.
- تخفيف الازدحام: من المتوقع أن يخفف الضغط بشكل ملحوظ على المحاور المرورية الرئيسية مثل الطريق الدائري ومحور المشير طنطاوي.
- دعم التنمية العمرانية: يشجع المشروع على التوسع العمراني في المدن الجديدة من خلال توفير وسيلة نقل حضارية تربطها بالقاهرة.
- تكنولوجيا متقدمة: تعمل قطارات المونوريل بنظام تشغيل آلي بالكامل وبدون سائق، وهي مصممة لاستيعاب حوالي 45 ألف راكب في الساعة لكل اتجاه، مما يوفر خدمة عالية الكفاءة والتردد.
يأتي هذا المشروع كجزء من رؤية مصر 2030 لتطوير البنية التحتية وإنشاء شبكة نقل متكاملة ومستدامة تليق بالجمهورية الجديدة وتخدم أهدافها التنموية والاقتصادية.





