وزير النقل يعلن الموعد الرسمي لافتتاح مشروع مونوريل شرق النيل
أعلن وزير النقل المصري، الفريق كامل الوزير، أن التشغيل الرسمي للمرحلة الأولى من مشروع مونوريل شرق النيل سيبدأ في شهر أكتوبر من عام 2024. يأتي هذا الإعلان ليمثل خطوة حاسمة في تنفيذ أحد أضخم مشروعات البنية التحتية في مصر، والذي يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في منظومة النقل الجماعي بالعاصمة المصرية وربطها بالمدن الجديدة.

تفاصيل المشروع وأهدافه الاستراتيجية
يُعد مونوريل شرق النيل قطاراً كهربائياً يعمل بدون سائق على مسار علوي، وهو الأول من نوعه في مصر. يمتد المشروع بطول 56.5 كيلومترًا، ويتضمن 22 محطة، حيث يربط مدينة نصر (انطلاقاً من محطة الاستاد) بالعاصمة الإدارية الجديدة. تم تصميم المشروع ليكون حلقة وصل حيوية بين قلب القاهرة والمناطق العمرانية والصناعية الجديدة شرقاً.
تتمثل الأهداف الرئيسية للمشروع في تحقيق تكامل مع شبكات النقل الأخرى، خصوصاً مع الخط الثالث لمترو الأنفاق في محطة الاستاد، بالإضافة إلى توفير وسيلة نقل جماعي حديثة وسريعة وصديقة للبيئة. ومن المتوقع أن يساهم المشروع بشكل كبير في:
- تخفيف الازدحام المروري على المحاور الرئيسية مثل الطريق الدائري ومحور المشير طنطاوي.
- تقليل زمن الرحلات بين القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة إلى حوالي 60 دقيقة.
- خفض معدلات استهلاك الوقود والانبعاثات الكربونية الضارة.
- خدمة الموظفين الحكوميين المنتقلين إلى العاصمة الإدارية والمواطنين القاطنين في المدن الجديدة.
مراحل التنفيذ وآخر التطورات
جاء الإعلان عن موعد الافتتاح خلال الجولات التفقدية التي أجراها وزير النقل في أواخر عام 2023 ومطلع عام 2024 لمتابعة سير العمل بالمشروع. وأكد الوزير أن نسب الإنجاز في الأعمال الإنشائية للمحطات والمسارات قد وصلت إلى مراحل متقدمة جداً، كما تجري حالياً اختبارات التشغيل التجريبي للقطارات على المسار للتأكد من سلامة وكفاءة جميع الأنظمة قبل إطلاق الخدمة للجمهور.
يقوم على تنفيذ المشروع تحالف عالمي ومحلي يضم شركات كبرى، هي شركة ألستوم الفرنسية التي تتولى مسؤولية تصنيع وتوريد القطارات والأنظمة الكهروميكانيكية، إلى جانب شركتي أوراسكوم للإنشاءات والمقاولون العرب المصريتين اللتين تقومان بتنفيذ الأعمال الإنشائية والمدنية.
الأهمية الاقتصادية والتنموية
ينظر إلى مشروع المونوريل باعتباره أكثر من مجرد وسيلة نقل؛ فهو محرك أساسي للتنمية العمرانية والاقتصادية في منطقة شرق القاهرة. من خلال توفير وسيلة نقل حضارية وموثوقة، يشجع المشروع على التوسع العمراني المخطط ويزيد من جاذبية المدن الجديدة، مثل القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية، للسكن والاستثمار. كما يتوقع أن يؤدي إلى ارتفاع القيمة العقارية للأراضي والمشروعات المحيطة بمساره.
يأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية أوسع للدولة المصرية للتحول نحو النقل الأخضر والمستدام، حيث تعتمد قطارات المونوريل على الطاقة الكهربائية النظيفة، مما يتماشى مع التزامات مصر البيئية ورؤيتها للتنمية المستدامة 2030.
لمحة عن التقنيات المستخدمة
تتميز قطارات المونوريل المستخدمة في المشروع بمواصفات تقنية عالية، حيث تعمل بشكل آلي بالكامل وبدون سائق، مما يضمن دقة في مواعيد التقاطر ورفع مستويات الأمان. تم تصميم القطارات لتكون مريحة ومكيفة الهواء، ومجهزة بشاشات معلومات وأنظمة تواصل حديثة لخدمة الركاب. تبلغ السرعة التصميمية للمونوريل 80 كيلومترًا في الساعة، ومن المخطط أن تصل طاقته الاستيعابية إلى نقل حوالي 45 ألف راكب في الساعة في كل اتجاه، مما يجعله حلاً فعالاً لتلبية الطلب المتزايد على النقل في واحدة من أكبر مدن العالم.





