مصر تطلق خطة استراتيجية لتحويل منطقة الأهرامات إلى منتجع عالمي للإقامات الطويلة
أعلن الاتحاد المصري للغرف السياحية عن بدء تنفيذ خطة طموحة تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير لتصبح وجهة سياحية عالمية متكاملة مصممة للإقامات الطويلة. وتأتي هذه الخطوة، التي كشف عنها رئيس الاتحاد حسام الشاعر، كجزء من استراتيجية الدولة المصرية لتعظيم الاستفادة من أصولها السياحية والأثرية الفريدة، وتحويل تجربة زيارة الأهرامات من مجرد جولة سريعة تستغرق ساعات قليلة إلى تجربة إقامة شاملة تمتد لعدة أيام.

خلفية المشروع وأهدافه الرئيسية
لفترة طويلة، اقتصرت زيارة منطقة الأهرامات على جولات سياحية قصيرة لا تتجاوز بضع ساعات، على الرغم من قربها من كنوز أثرية أخرى مثل سقارة والمتحف المصري الكبير المرتقب افتتاحه. تهدف الخطة الجديدة إلى تغيير هذا النمط بشكل جذري من خلال ربط هذه المواقع الحيوية معاً في كيان سياحي واحد. الهدف الأساسي هو إطالة مدة إقامة السائح في القاهرة، مما يؤدي إلى زيادة الإنفاق السياحي والإيرادات، وتعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية كوجهة تقدم تجارب متنوعة ومتكاملة.
نطاق التطوير والتخطيط
يشمل المخطط العام للمشروع منطقة جغرافية واسعة تمتد من مطار سفنكس الدولي غرب القاهرة وصولاً إلى منطقة سقارة الأثرية جنوباً، مروراً بهضبة الأهرامات والمتحف المصري الكبير. ولضمان تنفيذ المشروع وفقاً لأعلى المعايير الدولية، كلفت الحكومة المصرية مكتباً استشارياً عالمياً، يُعد من بين أكبر ثلاث شركات متخصصة في هذا المجال على مستوى العالم، لوضع المخطط الرئيسي للمنطقة. يركز التخطيط على تحقيق التكامل بين البنية التحتية، والخدمات الفندقية، والأنشطة الترفيهية والثقافية، مع الحفاظ على الطابع الأثري والتاريخي الفريد للمكان. يتضمن التصور إنشاء مناطق فندقية فاخرة، ومراكز ترفيهية، ومطاعم، وأسواق، وشبكة مواصلات حديثة تربط بين جميع أجزاء المنتجع المقترح.
التأثير المتوقع على قطاع السياحة
يُنظر إلى هذا المشروع على أنه نقطة تحول استراتيجية لقطاع السياحة المصري، حيث من المتوقع أن يحقق عدة نتائج إيجابية هامة عند اكتماله. سيوفر المشروع تجربة سياحية غير مسبوقة تدمج بين السياحة الثقافية والترفيهية، مما يجذب شرائح جديدة من السائحين ذوي الإنفاق المرتفع. علاوة على ذلك، سيساهم المشروع في تحقيق الاستفادة القصوى من افتتاح المتحف المصري الكبير ومطار سفنكس، اللذين يمثلان استثمارات ضخمة في البنية التحتية السياحية. ومن أبرز الآثار المتوقعة للمشروع:
- زيادة كبيرة في عدد الليالي السياحية التي يقضيها الزوار في منطقة القاهرة الكبرى.
- تعزيز الإيرادات السياحية بشكل مباشر وغير مباشر من خلال خلق منظومة اقتصادية متكاملة حول المنطقة.
- تحسين الصورة الذهنية لمصر كوجهة سياحية حديثة ومستدامة قادرة على المنافسة عالمياً.
- خلق آلاف من فرص العمل الجديدة في قطاعات الفنادق والضيافة والنقل والخدمات المرتبطة بها.
يمثل تكليف شركة استشارية عالمية لوضع المخطط العام الخطوة التنفيذية الأولى في هذا المشروع طويل الأمد، والذي يعكس رؤية جديدة لتطوير وإدارة أحد أهم المواقع التراثية في العالم بما يتناسب مع قيمته التاريخية وإمكانياته الاقتصادية الهائلة.





