شراكة حكومية مع أوراسكوم تنقل منطقة الأهرامات إلى مصاف المواقع العالمية
شهدت منطقة هضبة أهرامات الجيزة، أحد أبرز المعالم الأثرية في العالم، تحولاً جذرياً في تجربة الزوار والبنية التحتية الخدمية، وذلك بفضل مشروع تطوير واسع النطاق قادته الحكومة المصرية بالشراكة مع القطاع الخاص، ممثلاً في شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة. يهدف المشروع إلى إنهاء سنوات من التحديات التنظيمية والخدمية التي كانت تواجه الموقع، وتقديمه بصورة تليق بمكانته التاريخية والعالمية.

خلفية المشروع وأهدافه
قبل انطلاق المشروع، عانت منطقة الأهرامات لفترات طويلة من مشكلات تنظيمية أثرت سلباً على تجربة الزائرين، شملت انتشار الباعة الجائلين، ونقص الخدمات الأساسية، وعدم وجود وسائل انتقال منظمة داخل الموقع الأثري الشاسع. وفي إطار رؤية الدولة المصرية لتطوير المواقع السياحية والأثرية الكبرى، أبرم المجلس الأعلى للآثار في أواخر عام 2018 عقداً مع شركة أوراسكوم لتقديم وتشغيل خدمات الزائرين في المنطقة، في خطوة هدفت إلى تطبيق معايير عالمية في الإدارة والتشغيل.
تمثلت الأهداف الرئيسية للمشروع في الحفاظ على الأثر نفسه من خلال تنظيم حركة الزوار والمركبات، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة، وتعظيم العائدات الاقتصادية للموقع، بما يساهم في تمويل أعمال الصيانة والترميم المستقبلية.
أبرز ملامح التطوير
تضمن المشروع مجموعة متكاملة من الإنشاءات والخدمات الجديدة التي غيرت وجه المنطقة بالكامل، ومن أبرزها:
- مركز الزوار الجديد: تم إنشاء مركز زوار حديث على مدخل المنطقة من طريق الفيوم، يضم شباك تذاكر إلكتروني، ومكاتب للاستعلامات، وقاعات عرض تمهيدية، إلى جانب مجموعة من المطاعم والمحلات التجارية.
- منظومة النقل الصديقة للبيئة: استُبدلت المركبات التقليدية وعربات الخيول والجمال غير المنظمة بأسطول من الحافلات والعربات الكهربائية التي تعمل على مسارات محددة، مما يضمن سهولة التنقل داخل الموقع وتقليل التلوث والانبعاثات الضارة.
- توفير خدمات متكاملة: شمل التطوير إنشاء سبعة مطاعم وكافيتريات بتصميمات مميزة، منها مطعم يطل مباشرة على الأهرامات، بالإضافة إلى توفير دورات مياه حديثة، وعيادة طبية، ومواقف سيارات منظمة.
- نظام أمني وتأميني متطور: تم تزويد المنطقة بمنظومة كاميرات مراقبة متكاملة وبوابات إلكترونية لتأمين الزوار والمنطقة الأثرية بالكامل.
التأثير والمراحل التنفيذية
أسفرت جهود التطوير، التي بدأت مراحل تشغيلها التجريبي والفعلي خلال السنوات القليلة الماضية، عن تحسين ملحوظ في انطباعات الزوار المصريين والأجانب. فبعد أن كانت الشكاوى تتركز حول الفوضى ونقص الخدمات، أصبحت الإشادات الآن تتجه نحو التنظيم والنظافة وتوافر وسائل الراحة. وقد ساهم هذا التحول في رفع تصنيف المنطقة لتصبح وجهة سياحية عالمية المستوى تدار باحترافية.
وقد أشارت تقارير صادرة عن جهات حكومية، مثل مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، إلى أن المشروع نجح في نقل المنطقة من "الفوضى إلى العالمية"، مؤكدة على أهمية الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص في تحقيق مشروعات تنموية كبرى. وبحسب تصريحات المسؤولين في شركة أوراسكوم، فقد بلغت تكلفة استثمارات المشروع مئات الملايين من الجنيهات، مع توقعات بأن يسهم في زيادة أعداد الزوار والإيرادات بشكل كبير في الفترة المقبلة.
يأتي هذا المشروع كجزء من خطة أوسع لتطوير المنطقة المحيطة، والتي تتكامل مع الافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير، مما يخلق محوراً سياحياً وثقافياً متكاملاً يعد الأضخم من نوعه في العالم.





