تجمعات احتفالية لسكان الجيزة أمام شاشات عرض عملاقة بمنطقة الأهرامات
شهدت الساحات المفتوحة عند مدخل منطقة الأهرامات ومحيط المتحف المصري الكبير تجمعات شعبية كبيرة، حيث احتشد المئات من سكان محافظة الجيزة والعائلات المصرية للاحتفال والمشاركة في الأجواء التي سبقت أحد أهم الأحداث الثقافية في تاريخ مصر الحديث. وتمركزت هذه الاحتفالات، التي جرت في المساء الذي سبق الافتتاح الرسمي، حول شاشات عرض ضخمة تم نصبها في الميادين الرئيسية المحيطة بالموقع، لعرض مواد فيلمية ووثائقية عن المشروع القومي الكبير.

خلفية الحدث: ترقب افتتاح المتحف المصري الكبير
تأتي هذه المظاهر الاحتفالية تتويجًا لحالة من الترقب العام التي سادت الأوساط المصرية والعالمية قبيل الافتتاح الرسمي لـالمتحف المصري الكبير. ويُعد هذا الصرح الثقافي، الذي استغرق بناؤه ما يقرب من عقدين من الزمن، أحد أضخم المشاريع الحضارية في العالم وأكبر متحف مخصص لعرض آثار حضارة واحدة. يقع المتحف على مساحة شاسعة تطل مباشرة على أهرامات الجيزة، وهو مصمم ليضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، أبرزها المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون، والتي ستُعرض لأول مرة مجتمعة في مكان واحد منذ اكتشافها. ويمثل افتتاح المتحف نقطة تحول كبرى في قطاع السياحة والآثار بمصر، حيث يُتوقع أن يستقطب ملايين الزوار سنويًا ويعزز مكانة القاهرة كوجهة ثقافية عالمية.
تفاصيل المشهد الاحتفالي
تحولت المنطقة المحيطة بالمتحف إلى ساحة احتفال مفتوحة، حيث عُرضت على الشاشات العملاقة مقاطع فيديو تستعرض المراحل المختلفة لإنشاء المتحف، بدءًا من وضع حجر الأساس ومرورًا بعمليات البناء المعقدة، وانتهاءً بنقل وتجهيز القطع الأثرية. كما تضمنت العروض مواد وثائقية عن تاريخ الحضارة المصرية وأفلامًا ترويجية تسلط الضوء على التصميم المعماري الفريد للمتحف وأهم قاعاته. وقد تفاعل الجمهور بشكل كبير مع الأجواء الاحتفالية، حيث علت أصوات الأغاني الوطنية التي تم بثها، ولوّح الحاضرون بأعلام مصر، معبرين عن شعورهم بالفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز الوطني. وشوهدت العائلات وهي تصطحب أطفالها للمشاركة، في محاولة لغرس الانتماء وتعريف الأجيال الجديدة بأهمية هذا الصرح التاريخي.
الأهمية والدلالة
تكتسب هذه التجمعات الشعبية أهمية خاصة كونها تعكس مدى ارتباط المواطنين بالمشاريع القومية الكبرى وتفاعلهم الإيجابي معها. ويمكن تلخيص دلالات هذا الحدث في عدة نقاط:
- تعبير عن الفخر الوطني: مثلت الاحتفالات تعبيرًا صادقًا وعفويًا عن شعور المصريين بالفخر بإنجاز مشروع بهذا الحجم، والذي يُنظر إليه كرمز لقدرة الدولة على تحقيق مشاريع عملاقة.
- مشاركة مجتمعية: أتاحت هذه الفعالية للمجتمع المحلي في الجيزة فرصة ليكون جزءًا من الحدث التاريخي، مما يعزز الشعور بالملكية والانتماء للمكان.
- تمهيد للحدث الرسمي: ساهمت هذه الاحتفالات في خلق زخم إعلامي وجماهيري كبير سبق الافتتاح الرسمي، مما لفت أنظار العالم إلى أهمية المتحف قبل انطلاقه الفعلي.
- رسالة ثقافية: أرسلت هذه المشاهد رسالة للعالم مفادها أن الحضارة المصرية ليست مجرد تاريخ قديم، بل هي جزء حي ومتجدد من هوية الشعب المصري المعاصر واهتماماته.
في المجمل، لم تكن هذه التجمعات مجرد احتفال عابر، بل كانت بمثابة استفتاء شعبي على أهمية المشروع، وتأكيد على أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى يضم آثارًا، بل هو منارة ثقافية وحضارية جديدة تنطلق من أرض الجيزة لتروي قصة تاريخ مصر العريق ومستقبلها الواعد.




