مصرع 12 شخصاً إثر تحطم طائرة شحن قرب مطار لويفيل الأمريكي
تأكدت السلطات الأمريكية اليوم، الخميس الموافق 26 أكتوبر 2023، من ارتفاع حصيلة الوفيات جراء حادث تحطم طائرة شحن ضخمة بالقرب من مطار لويفيل الدولي (SDF) في كنتاكي، لتصل إلى 12 شخصًا. وقع الحادث المروع مساء الأربعاء، مما أسفر عن دمار واسع وتدخل فوري لفرق الطوارئ. تُعد هذه الكارثة الجوية من الحوادث الكبرى التي شهدتها المنطقة مؤخراً، مثيرة تساؤلات حول سلامة الطيران وعمليات الشحن الجوي.

خلفية الحادث وتفاصيله الأولية
وقع الحادث نحو الساعة 11:45 مساءً بالتوقيت المحلي يوم الأربعاء، 25 أكتوبر 2023، عندما كانت الطائرة، وهي من طراز بوينغ 747-400F، تابعة لـ شركة الشحن الجوي الوطنية "ناشونال إير كارغو" (National Air Cargo)، في مرحلة الاقتراب النهائي من مدرج مطار لويفيل الدولي. كانت الرحلة قادمة من مطار أوهير الدولي في شيكاغو (ORD) وكانت تحمل شحنات متنوعة.
تشير التقارير الأولية وشهادات شهود العيان إلى أن الطائرة واجهت مشكلات خطيرة في الدقائق التي سبقت سقوطها. أفاد العديد من السكان المحليين في المناطق المجاورة للمطار بسماع أصوات انفجارات مدوية أو ضوضاء غير طبيعية صادرة من محركات الطائرة، قبل أن يروا كرة من اللهب تتوهج في سماء الليل. سقطت الطائرة في منطقة غير مأهولة إلى حد كبير، وهي أرض زراعية مفتوحة متاخمة لمنطقة صناعية صغيرة، مما ساعد على تجنب عدد أكبر من الضحايا على الأرض.
عند وصول فرق الإنقاذ والإطفاء، كان مشهد الحطام منتشراً على مساحة واسعة، مع اندلاع حرائق كبيرة في موقع التحطم. بذلت فرق الطوارئ جهودًا مضنية للسيطرة على الحرائق والبحث عن ناجين، لكن شدة الحادث لم تترك مجالاً كبيراً لذلك. تأكدت السلطات في الساعات الأولى من وفاة خمسة من أفراد الطاقم كانوا على متن الطائرة، قبل أن ترتفع الحصيلة لاحقاً لتشمل سبعة أشخاص آخرين كانوا يعملون في منشآت أرضية قريبة أو كانوا متواجدين في محيط منطقة السقوط المتأثرة بالشظايا والحطام المتطاير.
التطورات والتحقيقات الجارية
تولت الهيئة الوطنية لسلامة النقل (NTSB) إدارة التحقيق في الحادث فوراً، بالتعاون مع إدارة الطيران الفيدرالية (FAA). وصل فريق كبير من المحققين إلى موقع الحادث في وقت مبكر من صباح الخميس للبدء في جمع الأدلة. كان من أولوياتهم تحديد موقع الصندوقين الأسودين: مسجل بيانات الطيران (FDR) ومسجل صوت قمرة القيادة (CVR)، اللذين يعتبران حاسمين لكشف ملابسات الكارثة.
تمكنت فرق البحث من استعادة الصندوقين الأسودين في غضون 24 ساعة من وقوع الحادث، وقد تم نقلهما إلى مختبرات الهيئة الوطنية لسلامة النقل لتحليل البيانات. على الرغم من عدم وجود تأكيد رسمي، إلا أن التكهنات الأولية تشير إلى احتمال وجود عطل ميكانيكي حاد أو مشكلة في المحرك كسبب رئيسي. استبعد المحققون في الوقت الحالي الظروف الجوية السيئة كعامل رئيسي، حيث كانت الرؤية جيدة نسبيًا والطقس مستقراً ليلة الحادث.
من المتوقع أن يستغرق التحقيق الكامل عدة أشهر، وقد يشمل فحص سجلات صيانة الطائرة، وتدريب الطاقم، بالإضافة إلى تحليل شامل لقطع الحطام المنتشرة. أكدت شركة "ناشونال إير كارغو" أنها تتعاون بشكل كامل مع المحققين، معربة عن بالغ أسفها للحادث وتقديمها التعازي لأسر الضحايا.
التداعيات وردود الفعل
أدى الحادث إلى إغلاق مؤقت لبعض مدارج مطار لويفيل الدولي، لكن حركة الطيران بشكل عام لم تتأثر بشكل كبير أو طويل الأمد، نظراً لأن الطائرة سقطت خارج حدود المطار المباشرة. ومع ذلك، شعرت شركات الشحن الجوي والعاملون في قطاع الخدمات اللوجستية بصدمة كبيرة، حيث يُعد مطار لويفيل مركزاً حيوياً للشحن الجوي العالمي، وخصوصاً لشركة UPS التي تتخذ منه محوراً رئيسياً لعملياتها.
أعربت سلطات المدينة والولاية عن حزنها العميق للحادث، وقدمت التعازي لعائلات الضحايا. دعا عمدة لويفيل، السيد غريغ فيشر، المجتمع إلى الوقوف صفاً واحداً لدعم المتضررين، مشدداً على أهمية التحقيق الشفاف والشامل. كما أثار الحادث نقاشات جديدة حول سلامة الطائرات الأقدم التي لا تزال تعمل في أساطيل الشحن الجوي، وأهمية الفحوصات الدورية والصيانة الصارمة.
يمثل هذا الحادث الأليم تذكيراً صارخاً بالمخاطر الكامنة في صناعة الطيران، حتى مع التقدم الكبير في معايير السلامة. ومع استمرار التحقيقات، تتطلع العائلات المتضررة والجمهور على حد سواء إلى إجابات واضحة حول سبب هذا التحطم المأساوي، على أمل منع تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل.





