نجمة ميشلان تضيء بيروت: الشيف ألان الجعم يفتتح ثلاثة مطاعم في فندق البيرغو
عاد الشيف الفرنسي اللبناني ألان الجعم، الحائز على نجمة ميشلان المرموقة، إلى وطنه الأم لبنان في أواخر عام 2023 وأوائل عام 2024 لتدشين مشروع طموح يهدف إلى إثراء المشهد الغذائي في بيروت. يأتي هذا المشروع، الذي يصفه الجعم بأنه "عاطفي" و"عودة إلى الجذور"، في وقت حرج ليعكس مرونة القطاع السياحي والمطاعم في البلاد، ويقدم بصيص أمل وتجديدًا في قلب العاصمة اللبنانية.

خلفية الشيف ألان الجعم ومسيرته العالمية
يمتلك ألان الجعم قصة نجاح ملهمة بدأت عندما غادر لبنان في سن الثامنة عشرة، متوجهًا إلى فرنسا. لم تكن بداياته سهلة، فقد عمل غاسل أطباق قبل أن يتدرج في سلم المطاعم، مكتسبًا الخبرة والمهارة. في عام 2019، حقق الجعم إنجازًا تاريخيًا عندما حصد مطعمه في باريس، الذي يحمل اسمه، نجمة ميشلان، ليصبح بذلك أحد أبرز الطهاة في المشهد الغولي الفرنسي والعالمي. تشتهر مأكولاته بمزجها الفريد بين النكهات اللبنانية الأصيلة والتقنيات الفرنسية الراقية، مما يعكس هويته الثقافية المزدوجة.
تفاصيل المشروع الجديد في فندق البيرغو
يتمركز مشروع الجعم الجديد في أحد أفخم الفنادق البوتيكية في بيروت، وهو فندق البيرغو التاريخي. في هذه الواجهة الفندقية العريقة، يتولى الشيف الإشراف على ثلاثة مفاهيم مطبخية مميزة، كل منها يقدم تجربة طعام فريدة لضيوف الفندق والزوار على حد سواء:
- مقهى الستّ (Café de Mme.): مقهى لبناني عصري يقدم وجبات الفطور والغداء، ويركز على الأطباق اللبنانية التقليدية مع لمسة عصرية، مستخدمًا مكونات طازجة ومحلية.
- مطعم الزيتونة (La Zaytouna): مطعم متوسطي-لبناني يوفر تجربة طعام راقية، مع التركيز على المكونات الموسمية والمحلية، ويحتفي بنكهات المطبخ اللبناني الأصيل بأسلوب مبتكر.
- لي تشامبينوا (Les Champenois): مفهوم مطبخ "بيسترونومي" (bistronomic) فاخر، يجمع بين أجواء البسترو المريحة ومعايير فن الطهو الرفيعة التي اكتسبها الجعم من تجربته الحائزة على نجمة ميشلان في باريس.
يهدف الجعم من خلال هذه المطابخ الثلاثة إلى تقديم لوحة متنوعة من النكهات والتجارب التي تناسب الأذواق المختلفة، مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة والابتكار التي يشتهر بها.
الأهمية والتأثير على المشهد اللبناني
تكتسب عودة الشيف ألان الجعم ومشروعه الجديد أهمية بالغة في سياق التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي مر بها لبنان. يمثل هذا الاستثمار في قطاع الضيافة إشارة قوية للثقة في مستقبل البلاد، ويساهم في إعادة إحياء المشهد الثقافي والسياحي لبيروت. يسعى الجعم ليس فقط لتقديم تجارب طعام استثنائية، بل أيضًا لدعم الاقتصاد المحلي من خلال الاعتماد على المنتجات الزراعية والحرفية اللبنانية. هذا النهج لا يعزز جودة الطعام فحسب، بل يوفر فرص عمل ويساهم في دفع عجلة التنمية المحلية.
يُعد هذا المشروع بمثابة شهادة على التزام الجعم بوطنه الأم، وتعبيرًا عن رغبته في مشاركة خبرته العالمية في لبنان، مما يعود بالفائدة على جيل جديد من الطهاة والعاملين في قطاع الضيافة، ويلهمهم لتحقيق التميز على الصعيدين المحلي والدولي.





