هتافات ضد نتنياهو تربك رجل أعمال أمريكياً خلال خطاب في تل أبيب
في أمسية يوم السبت، 8 يونيو 2024، شهد "ميدان الرهائن" في وسط تل أبيب حدثاً لافتاً سلط الضوء على عمق الانقسامات السياسية في إسرائيل، وذلك عندما تعرّض رجل الأعمال الأمريكي البارز ستيف ويتكوف لموقف محرج خلال إلقائه كلمة أمام حشد من المتظاهرين. أدت الهتافات الصاخبة المناهضة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى ارتباك ويتكوف وخطئه في نطق اسم نتنياهو، في مشهد عكس حالة التوتر السائدة في الشارع الإسرائيلي.

تفاصيل الواقعة
كان ستيف ويتكوف، وهو مطور عقاري معروف وصديق للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يتحدث في التجمع الأسبوعي الذي يُنظم للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة. وخلال كلمته التي كان يعبر فيها عن دعمه لإسرائيل، بدأت مجموعات من المحتجين المناهضين للحكومة بترديد هتافات قوية ضد نتنياهو، مثل "صفقة الآن!" و "أنت المسؤول!".
أمام تصاعد أصوات الاحتجاج، بدا الارتباك واضحاً على ويتكوف الذي توقف للحظات قبل أن يخطئ في نطق اسم رئيس الوزراء، قائلاً ما بدا وكأنه "بنيامين نتنياهو... بيبي... نتنياهو-ياهو"، ثم حاول تصحيح نفسه. لم يكن الخطأ اللفظي في حد ذاته هو جوهر الحدث، بل كان دليلاً ملموساً على تأثير الضغط الشعبي الكبير الذي يواجهه نتنياهو، والذي بات يطغى على الفعاليات العامة حتى تلك التي يشارك فيها ضيوف دوليون.
خلفية الاحتجاجات المستمرة
تأتي هذه الواقعة ضمن سياق المظاهرات شبه اليومية التي تشهدها المدن الإسرائيلية الكبرى منذ أشهر. تنقسم هذه الاحتجاجات عادة إلى تيارين رئيسيين، غالباً ما يتلاقيان في المكان والزمان:
- أهالي الرهائن ومناصروهم: يركزون على مطالبة الحكومة بالتوصل إلى اتفاق فوري لإعادة ذويهم، معتبرين أن الوقت ينفد وأن الحل الدبلوماسي هو الأولوية القصوى.
- الحركة المناهضة للحكومة: وهي حركة أوسع تطالب باستقالة نتنياهو وإجراء انتخابات مبكرة، متهمة إياه بالفشل في إدارة الحرب وإعطاء الأولوية لمصالحه السياسية على حساب أمن الدولة وقضية الرهائن.
ويعكس تلاقي هاتين المجموعتين في ميدان واحد قناعة متزايدة لدى قطاع واسع من الإسرائيليين بأن بقاء نتنياهو في السلطة يشكل عقبة أمام التوصل إلى صفقة تبادل وإنهاء الحرب.
دلالات وأهمية الحدث
تكمن أهمية هذا الحادث في كونه يجسد حالة الانقسام الداخلي الحاد في إسرائيل أمام العالم. فمشهد ارتباك متحدث أجنبي داعم لإسرائيل بسبب احتجاجات داخلية هو صورة رمزية قوية تبرز أن الخلافات لم تعد شأناً داخلياً يمكن احتواؤه، بل أصبحت جزءاً من المشهد العام الذي يراه المراقبون الدوليون.
كما يسلط الموقف الضوء على مدى صعوبة فصل قضية الرهائن الإنسانية عن الصراع السياسي المحتدم. ففي حين كان ويتكوف يتحدث في سياق دعم قضية الرهائن، استغل المحتجون وجوده والمنصة الإعلامية للتعبير عن غضبهم من القيادة السياسية، مما يوضح أن كلتا القضيتين أصبحتا متشابكتين بشكل لا ينفصم في الوعي العام الإسرائيلي.





