هيثم الطبطبائي: القائد البارز في حزب الله وهدف ثلاث محاولات اغتيال إسرائيلية
أبرزت تقارير حديثة صادرة عن مصادر إعلامية متنوعة، لا سيما الإسرائيلية منها، شخصية القائد البارز في حزب الله، هيثم الطبطبائي. يُزعم أن الطبطبائي كان هدفًا لثلاث محاولات اغتيال إسرائيلية منفصلة على الأقل، مما يؤكد أهميته المتصورة داخل التسلسل الهرمي للقيادة والعمليات في المنظمة. تشير جهود الاستهداف المتكررة هذه إلى الصراع الخفي المستمر والحرب الاستخباراتية بين إسرائيل وحزب الله، خاصة في سياق تصاعد التوترات الإقليمية.

من هو هيثم الطبطبائي؟
يُعرف هيثم الطبطبائي بلقبه الحربي، "أبو علي"، ويُوصف بأنه شخصية محورية وذات نفوذ كبير ضمن الجناح العسكري لحزب الله. وبينما يحافظ حزب الله على سرية تامة بشأن هيكل قيادته الداخلية، فإن التقييمات الاستخباراتية الإسرائيلية تصوره باستمرار على أنه جزء لا يتجزأ من قيادة المنظمة. وتذهب بعض المصادر إلى حد وصفه بـ "الرجل الثاني" بعد الأمين العام المساعد نعيم قاسم. إذا كان هذا التوصيف دقيقًا، فإنه يضعه في دور حاسم في صنع القرار والعمليات، مع إمكانية الإشراف على أقسام عسكرية رئيسية أو مشاريع استراتيجية داخل الجماعة. يُعتقد أن خبرته تشمل جوانب مختلفة من التخطيط العسكري، بما في ذلك قدرات الصواريخ وعمليات الطائرات المسيرة وإدارة قطاعات قتالية محددة. وتؤكد الغموض المحيط بمسؤولياته الدقيقة الطبيعة السرية لمنصبه والأهمية التي يوليها حزب الله لحماية قياداته العليا.
محاولات الاغتيال المتكررة
تؤكد المحاولات المزعومة لاغتيال الطبطبائي الجهود الإسرائيلية الحازمة لتفكيك البنية التحتية القيادية لحزب الله. وقد نُفذت هذه العمليات، التي تُنسب غالبًا إلى غارات جوية إسرائيلية، في مواقع مختلفة حسب التقارير:
- المحاولة الأولى: التفاصيل المتعلقة بالمحاولة الأولى نادرة في التقارير المفتوحة المصدر، لكنها مهدت الطريق لجهود الاستهداف المستقبلية، مما يشير إلى تحديد إسرائيل للطبطبائي كهدف عالي القيمة.
- المحاولة الثانية: تشير التقارير إلى ضربة لاحقة، من المحتمل أن تكون جوية، استهدفت محيطه، ربما في مناطق مثل الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي معقل معروف لحزب الله. غالبًا ما تسفر هذه المحاولات عن أضرار في الممتلكات أو إصابات جانبية، لكنها حتى الآن لم تنجح في القضاء على الطبطبائي نفسه وفقًا للتقارير.
- المحاولة الثالثة: تشير أحدث التقارير، التي ظهرت في سياق الأعمال العدائية الإقليمية المتزايدة، إلى ضربة ثالثة، فشلت مرة أخرى في تحقيق هدفها باغتيال القائد. يشير دقة واستمرار هذه الهجمات إلى استثمار استخباراتي كبير من قبل إسرائيل في تتبع تحركات وأنشطة الطبطبائي.
تُمثل كل محاولة، على الرغم من فشلها في تحقيق هدفها النهائي، تصعيدًا كبيرًا في الصراع السري. وهي تعكس الهدف الاستراتيجي لإسرائيل المتمثل في قطع رأس قيادة حزب الله وتعطيل قدراته العملياتية، لا سيما مع تصاعد المناوشات العابرة للحدود وتبادل إطلاق النار على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
الأهمية والسياق الأوسع
تحمل الملاحقة المستمرة لـهيثم الطبطبائي من قبل القوات الإسرائيلية تداعيات عميقة على ديناميكية العلاقة بين إسرائيل وحزب الله.
- الأهمية الاستراتيجية: يسلط الاستهداف المستمر للطبطبائي الضوء على قيمته الاستراتيجية المتصورة لحزب الله. يمكن اعتبار بقائه على قيد الحياة، على الرغم من المحاولات المتعددة، شهادة على بروتوكولات الأمن القوية لحزب الله ومرونته العملياتية.
- تصعيد الصراع: لا تعد مثل هذه المحاولات ضد شخصيات رفيعة المستوى مجرد تكتيكية؛ إنها أعمال مهمة تساهم في التصعيد الأوسع للصراع. غالبًا ما أدت عمليات الاغتيال الناجحة لقادة كبار في الماضي إلى أعمال انتقامية، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع.
- الحرب الاستخباراتية: تلقي هذه الحوادث الضوء أيضًا على الحرب الاستخباراتية الشديدة التي تدور رحاها، حيث يستخدم الجانبان أساليب مراقبة واستهداف متطورة. تشير قدرة إسرائيل على تحديد وتتبع مثل هذه الشخصيات إلى اختراق عميق في البيئة العملياتية لحزب الله، بينما يشير تهرب الطبطبائي إلى نجاحات في مكافحة التجسس.
- الحرب النفسية: يمكن أن يكون الكشف العلني عن هذه المحاولات، غالبًا عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، بمثابة أداة للحرب النفسية، بهدف زرع الفتنة، وغرس الخوف، وإظهار التفوق العملياتي.
التطورات الأخيرة والتوقعات
في الأشهر الأخيرة، لا سيما بعد اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، شهدت المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تبادلًا يوميًا لإطلاق النار. أطلق حزب الله صواريخ وطائرات مسيرة، بينما ردت إسرائيل بضربات جوية ونيران مدفعية، مستهدفة غالبًا البنية التحتية وعناصر حزب الله. وبالتالي، فإن المحاولات المتكررة لاغتيال هيثم الطبطبائي تندرج ضمن هذا النمط الأوسع من الأعمال العدائية المتزايدة. بينما يحافظ حزب الله عادة على الصمت بشأن الاستهداف المحدد للقادة الأفراد حتى تأكيد وفاتهم رسميًا، فإن التقارير المستمرة من وسائل الإعلام الإسرائيلية تبقي شخصيات مثل الطبطبائي في دائرة الضوء، مما يشير إلى الجهود المستمرة لتحييد القادة الرئيسيين. يظل المسار المستقبلي لهذه الحرب السرية، وما إذا كانت إسرائيل ستنجح في محاولاتها في نهاية المطاف، مجهولًا حاسمًا يمكن أن يؤثر بشكل كبير على ميزان القوى الإقليمي.



