واشنطن تؤكد: الدول الضامنة لوقف النار بغزة ملتزمة بحماية المدنيين
أكدت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان صدر مؤخراً أن الدول الرئيسية التي تعمل على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهي الولايات المتحدة ومصر وقطر، تشترك في التزام ثابت وغير قابل للتفاوض بضمان سلامة وحماية المدنيين. ويأتي هذا التأكيد في وقت حاسم تتكثف فيه الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع المستمر منذ أشهر، والذي خلف أزمة إنسانية عميقة.

خلفية المقترح الدولي لوقف إطلاق النار
تستند الجهود الحالية على مقترح شامل تم الإعلان عن خطوطه العريضة في أواخر شهر مايو، والذي يهدف إلى تحقيق وقف دائم للأعمال العدائية على مراحل. حظي هذا المقترح بدعم دولي واسع، وتوج بصدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدعو كلا من إسرائيل وحركة حماس إلى قبوله وتطبيقه دون تأخير. يتكون المقترح من ثلاث مراحل أساسية مصممة لبناء الثقة تدريجياً والوصول إلى حل مستدام.
- المرحلة الأولى: تتضمن وقفاً فورياً وشاملاً لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، يتم خلالها انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة. كما تشمل هذه المرحلة إطلاق سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين، بمن فيهم النساء وكبار السن والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى السماح بدخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
 - المرحلة الثانية: تنص على التوصل إلى اتفاق لإنهاء دائم للأعمال العدائية. خلال هذه المرحلة، يتم إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين، بما في ذلك الجنود، مقابل انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
 - المرحلة الثالثة: تركز على البدء في خطة إعادة إعمار كبرى لقطاع غزة، تستمر لعدة سنوات، بدعم وإشراف دولي.
 
التطورات الأخيرة والجهود الدبلوماسية
على الرغم من الدعم الدولي الواسع للمقترح، لا تزال المفاوضات تواجه تحديات كبيرة. وقد سلمت حركة حماس مؤخراً ردها الرسمي على المقترح للوسطاء في مصر وقطر، متضمناً بعض التعديلات والمطالب الإضافية. وبحسب مصادر دبلوماسية، تركز هذه التعديلات بشكل أساسي على ضمانات مكتوبة للحصول على وقف دائم للحرب وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، وهي نقاط لا تزال موضع خلاف جوهري مع الموقف الإسرائيلي.
في هذا السياق، يأتي التأكيد الأمريكي على وحدة موقف الدول الضامنة. ويعمل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بشكل مكثف مع نظرائه في المنطقة لمحاولة تقريب وجهات النظر والتغلب على العقبات المتبقية. وتشدد واشنطن على أن المقترح المطروح حالياً يمثل أفضل فرصة لإنهاء الصراع، وتدعو الأطراف إلى عدم تفويت هذه الفرصة والتركيز على المصالح المشتركة المتمثلة في إنهاء العنف وإعادة الاستقرار.
أهمية الالتزام بحماية المدنيين
يمثل التشديد على "الالتزام الراسخ بضمان سلامة المدنيين" حجر الزاوية في الموقف الدبلوماسي للدول الضامنة. فهذا المبدأ لا يعكس فقط ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، بل يعتبر أيضاً شرطاً أساسياً لنجاح أي اتفاق مستقبلي. فبدون ضمانات حقيقية لحماية أرواح المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، سيبقى أي وقف لإطلاق النار هشاً وغير قابل للاستدامة.
ويُنظر إلى هذا الالتزام على أنه رسالة موجهة لكلا الطرفين المتحاربين بأن المجتمع الدولي، ممثلاً بالوسطاء، يضع الأبعاد الإنسانية للأزمة في صدارة أولوياته. كما يهدف إلى بناء بيئة مواتية لمرحلة ما بعد الصراع، حيث يمكن البدء في جهود الإغاثة وإعادة الإعمار، وتمكين السكان من العودة إلى حياتهم الطبيعية بأمان وكرامة.





