واشنطن تكلف كوشنر وويتيكوف بمهمة وضع خطة لنزع السلاح في غزة بعد الحرب
كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية، نقلاً عن مصادر أمريكية، عن مبادرة جديدة تقودها شخصيات بارزة من الإدارة الأمريكية السابقة لوضع تصور لمستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الصراع الحالي. وبحسب ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية، فإن جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس السابق دونالد ترامب، ورجل الأعمال ستيفن ويتيكوف، سيتوليان قيادة جهود تهدف إلى صياغة خطة شاملة لنزع السلاح من القطاع كشرط أساسي لإعادة الإعمار.

تفاصيل المبادرة المقترحة
تتمحور الخطة التي يعمل عليها كوشنر وويتيكوف حول ربط المساعدات المالية الدولية وجهود إعادة بناء غزة بعملية نزع سلاح كاملة للفصائل الفلسطينية. وتعتمد المبادرة على إنشاء صندوق دولي ضخم لتمويل مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية في القطاع، والذي من المتوقع أن تشارك في تمويله دول عربية وإقليمية إلى جانب أطراف دولية أخرى. ومع ذلك، فإن صرف هذه الأموال سيكون مشروطاً بشكل صارم بتفكيك القدرات العسكرية للفصائل المسلحة وتسليم أسلحتها، وهو ما يمثل جوهر هذه الرؤية.
ووفقاً للمعلومات المتداولة، من المقرر أن يقوم كوشنر وويتيكوف بزيارة إلى منطقة الشرق الأوسط في المستقبل القريب لعرض تفاصيل الخطة على القادة الإقليميين وحشد الدعم اللازم لها. وتسعى المبادرة إلى تقديم نموذج يجمع بين الحوافز الاقتصادية والضمانات الأمنية، على أمل أن يكون ذلك بديلاً قابلاً للتطبيق للحلول التي طُرحت سابقاً ولم تحقق نجاحاً.
خلفية وسياق الأحداث
تأتي هذه التحركات في وقت تتزايد فيه النقاشات الدولية حول ما يُعرف بـ "اليوم التالي" للحرب في غزة، حيث تسعى أطراف متعددة، بما في ذلك إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى بلورة رؤية لمستقبل حكم القطاع وأمنه. وما يمنح هذه المبادرة أهمية خاصة هو أن من يقودها شخصيات غير رسمية حالياً، لكنها تتمتع بصلات وثيقة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الجهود تمثل مساراً موازياً للدبلوماسية الرسمية للإدارة الحالية.
ويُعرف جاريد كوشنر بدوره المحوري في هندسة "اتفاقيات أبراهام" التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. ويمثل انخراطه مجدداً في دبلوماسية المنطقة مؤشراً على أن الدوائر السياسية المرتبطة بترامب لا تزال فاعلة وتستعد لاحتمالية عودته إلى البيت الأبيض، حيث يمكن أن تصبح هذه الخطة جزءاً من السياسة الأمريكية الرسمية.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تكمن أهمية هذه المبادرة في كونها تطرح مقاربة مختلفة تركز بشكل أساسي على الأمن ونزع السلاح كمدخل لأي حل سياسي أو اقتصادي مستقبلي في غزة. وفي حال اكتسبت زخماً، قد تؤثر على مسار المفاوضات الجارية وتضيف لاعباً جديداً إلى الساحة الدبلوماسية المعقدة. ومع ذلك، تواجه الخطة تحديات كبيرة، أبرزها الحصول على موافقة الأطراف الفلسطينية المختلفة التي قد ترى فيها محاولة لفرض حلول أمنية دون معالجة الأسباب الجذرية للصراع أو تلبية التطلعات السياسية للشعب الفلسطيني.
كما أن نجاح المبادرة يعتمد بشكل كبير على مدى استعداد الدول العربية للمساهمة مالياً في صندوق إعادة الإعمار بشروط قد تكون مثيرة للجدل سياسياً. ويراقب المحللون هذه التطورات عن كثب، حيث يعتبرونها مؤشراً مبكراً على ملامح السياسة الخارجية الأمريكية المحتملة في الشرق الأوسط في حال حدوث تغيير في الإدارة الأمريكية خلال الانتخابات القادمة.





